للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَسد الدّين شيركوه وَمضى مَعَه إِلَى مصر حِين ملكهَا ثمَّ اخْتصَّ بالسلطان بعده وَتَوَلَّى حلّه وعقده وَدرت بوساطته وشفاعته للنَّاس أرزاق وَنقل إِلَى الْقُدس فَدفن بِظَاهِرِهِ وَلَقَد كَانَ من الْأَعْيَان وَمن أهل الْجد فِي نصْرَة الايمان فنقله الله إِلَى الْجنان

قَالَ وَفِي هَذِه السّنة أقطع السُّلْطَان مَمْلُوكه مُجَاهِد الدّين أياز ولَايَة شهرزور وأعمالها وَولى جمال الدّين بن المحسن نقابة الْأَشْرَاف بِدِمَشْق

قَالَ وَفِي عَاشر جُمَادَى الأولى مِنْهَا كَانَ مولد نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْملك الْعَزِيز بِمصْر الَّذِي أجتمع عَلَيْهِ أَصْحَابه بعد وَفَاة أَبِيه فِي محرم سنة خمس وَتِسْعين وَورد بذلك إِلَى السُّلْطَان جده كتاب كريم فاضلي من مصر نسخته الْمَمْلُوك يقبل الأَرْض بَين يَدي مَوْلَانَا الْملك النَّاصِر دَامَ رشاده وإرشاده وَزَاد سعده وإسعاده وَكَثُرت أولياؤه وَعبيدَة وأعداده وَاشْتَدَّ بإعضاده فيهم اعتضاده وأنمى الله عدده حَتَّى يُقَال هَذَا آدم الْمُلُوك وَهَذِه أَوْلَاده

وَيُنْهِي أَن الله - وَله الْحَمد - رزق الْملك الْعَزِيز - عز نَصره - ولدا مُبَارَكًا عليا ذكرا سويا برا زكيا تقيا نقيا من ذُرِّيَّة كَرِيمَة بَعْضهَا من بعض وَمن بَيت شرِيف كَادَت ولاته تكون وُلَاة فِي السَّمَاء ومماليكه تكون ملوكا فِي الأَرْض وَكَانَ مقدمه الميمون فِي لَيْلَة

<<  <  ج: ص:  >  >>