للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ وَمن عجائب هَذِه الْوَقْعَة أَن مَمْلُوكا للسُّلْطَان يُقَال لَهُ سراسنقر عثر بِهِ جَوَاده فَقبض من أسره شعره ليجذبه وسل آخر سَيْفه ليضربه فَضرب يَد قَابض شعره فسيبه وَاشْتَدَّ سراسنقر يعدو وهم خَلفه فَلم يدركوه وَعَاد السُّلْطَان من الصَّيْد وَقد انْفَصل الْأَمر

قَالَ وَفِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر ربيع الأول تسلم شقيف أرنون بالأمان وَكَانَ الْحصار قد اسْتمرّ عَلَيْهِ حَتَّى فني زَاده وَصَاحبه أرناط فِي الْأسر فسلمه بخلاصه وَصَارَ إِلَى صور

قَالَ واغتنم السُّلْطَان هيجان البحروحضور مراكب الأسطول من مصر فَمَا زَالَ يُقَوي عكا بتسيير الغلات والقوات إِلَيْهَا فِي المراكب وملأها بالذخائر والأسلحة والكماة فَلَمَّا سكن البحرعادت مراكب الفرنج إِلَى مراسيها ودبت عقاربها وأفاعيها وشدت مراكبنا فِي موانيها وَانْقطع خبر الْبَلَد وَامْتنع عَلَيْهِ دُخُول المدد فَانْتدبَ الْعَوام بالسباحة وَحَملهمْ على ذَلِك من السُّلْطَان السماحة حَتَّى صَارُوا يحملون نفقات الأجناد على أوساطهم ويخاطرون بِأَنْفسِهِم مَعَ احتياطهم ويحملون كتبا وطيورا ويعودون بكتب وطيور ونكتب ويكتبون إِلَيْهِم إِلَيْنَا على أَجْنِحَة الْحمام بالترجمة المصطلح عَلَيْهَا

وَكَانَ فِي الْعَسْكَر من اتخذ حَماما يطوف على خيمته وَينزل فِي مَنْزِلَته وَعمل لَهَا برجا من خشب وهوادي من قصب

<<  <  ج: ص:  >  >>