للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ وَكَانَ السُّلْطَان قد كتب بالاستظهار من شواني الأسطول والاسراع بِهِ فِي الْوُصُول فوصل الْخَبَر بوصوله يَوْم الْخَمِيس ثامن الشَّهْر فاستظهر بِهِ الأسطول الأول الَّذِي بالثغر فَركب السُّلْطَان بِجَمِيعِ كتائبه وأحاط بالْكفْر من جَمِيع جوانبه واشتغل الفرنج عَنَّا بِمَا دهمهم فِي الْبَحْر فجدوا فِي الْأَمر وجهزوا أسطولا بِعَدَد الرِّجَال وَعدد الْقِتَال وَخرج لتلقي الأسطول الْوَاصِل وَقَابَلُوا الْحق بِالْبَاطِلِ وَجَاءَت شواني الْمُسلمين فنطحت وطحنت وَأخذت مركبا لِلْعَدو بِرِجَالِهِ وَأخذُوا لنا قِطْعَة وَمَا زَالَت الْحَرْب قرعَة وقرعة وصرعة وصرعة حَتَّى دخل اللَّيْل فتحاجز الْفَرِيقَانِ وتفرق الأسطولان وَكَانَت المقتلة فِي الْكفْر شَدِيدَة والسطوة مبيدة

وَقَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد وَلما كَانَ ظهيرة يَوْم وُصُول عَلَاء الدّين ابْن صَاحب الْموصل ظَهرت فِي الْبَحْر قلوع كَثِيرَة وَكَانَ رَحمَه الله فِي نظرة وُصُول الأسطول من مصر فَإِنَّهُ كَانَ قد أَمر بتعميره ووصوله فَعلم أَنه هُوَ فَركب وَالنَّاس فِي خدمته وتعبى تعبية الْقِتَال وَقصد مضايقة الْعَدو ليشغله عَن قصد الأسطول

وَلما علم الْعَدو بالأسطول استعد لَهُ وَعمر أسطوله لقتاله وَمنعه من دُخُول عكا

<<  <  ج: ص:  >  >>