للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونزلوها فنفذوا إِلَى السُّلْطَان قليج أرسلان إِنَّا لم نصل لأخذ بلادك وَإِنَّمَا ثرنا لثأر بَيت الْمُقَدّس ونفذوا إِلَيْهِ هَدَايَا وطلبوا الْهُدْنَة فهادنهم فَتَقووْا من تِلْكَ الْبِلَاد بِمَا أَرَادوا من الْعدَد والأزواد وَنفذ قليج أرسلان وَابْنه يعتذران إِلَى السُّلْطَان من تمكينهم من العبور وَأَنَّهُمْ غلبوا على ذَلِك

ثمَّ إِن الألمانية طلبُوا من قليج أرسلان إِنْفَاذ جمَاعَة من الْأُمَرَاء مَعَهم يمنعونهم من لصوص التركمان حَتَّى يصلوا إِلَى بِلَاد الأرمن فنفذ مَعَهم خَمْسَة وَعشْرين وَوَافَقَ ذَلِك غَرَض قطب الدّين فَإِنَّهُ كَانَ كَارِهًا لجَماعَة من المقدمين فَتقدم إِلَيْهِم بِأَن يَكُونُوا فِي صُحْبَة ملك الألمان فحملهم على الْخطر وأوقعهم فِي الْغرَر وورطهم فِي الضَّرَر فَإِنَّهُم مَا قدرُوا فِي الطَّرِيق على دفع كل سَارِق وَقد تبعتهم اللُّصُوص حَتَّى وصلوا إِلَى بِلَاد الأرمن ومقدمهم لافون بن اصطفانة بن لاون فَأخذُوا أُولَئِكَ الرهائن وقيدوهم وجعلوهم فِي الْأسر وجردوهم فَمنهمْ من خلص بعد حِين بِمَال جزيل وَمِنْهُم من بَقِي مأسورا حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِين

وَوصل مقدم الأرمن إِلَى خدمته وَدخل فِي طَاعَته وهداهم لمقصدهم وَأقَام لَهُم بالضيافات والعلوفات وَذَلِكَ فِي طرسوس فتمكثوا بهَا ليريحوا النُّفُوس فَعَن لملك الألمان أَن يسبح فِي النَّهر لاماطة مَا بِهِ من الضَّرَر فَعرض لَهُ مرض سلك بِهِ فِي سقر

<<  <  ج: ص:  >  >>