للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد مرض ولد ملك الألمان الَّذِي قَامَ مقَامه مَرضا عَظِيما وَأقَام بِموضع يُسمى التينات من بِلَاد لافون وَأقَام مَعَه خَمْسَة وَعِشْرُونَ فَارِسًا وَأَرْبَعُونَ داويا وجهز عسكره نَحْو أنطاكية حَتَّى يقطعوا الطَّرِيق ورتبهم ثَلَاث فرق لكثرتهم

ثمَّ إِن الْفرْقَة الأولى اجتازت تَحت قلعة بغراس ومقدمها كند عَظِيم عِنْدهم وَأَن عَسْكَر بغراس مَعَ قلته أَخذ مِنْهُم مئتي رجل نهبا وقهرا وَكَتَبُوا يخبرون عَنْهُم بالضعف الْعَظِيم وَالْمَرَض الشَّديد وَقلة الْخَيل وَالظّهْر وَالْعدَد والآلات

وَلما اتَّصل هَذَا الْخَبَر بالنواب فِي الْبِلَاد الشامية أنفذوا إِلَيْهِم عسكرا يكشفون أخبارهم فَوَقع الْعَسْكَر على جمع عَظِيم قد خَرجُوا لطلب العلوفة فَأَغَارُوا عَلَيْهِم وَقتلُوا وأسروا زهاء خمس مئة نفس وَلَقَد حضرت من يخبر السُّلْطَان عَنْهُم وَيَقُول هم عدد كثير لكِنهمْ ضعفاء قليلو الْخَيل وَالْعدة وَأكْثر ثقلهم على حمير وخيل ضَعِيفَة

قَالَ وَلَقَد وقفت على جسر يعبرون عَلَيْهِ لأعتبرهم فَعبر مِنْهُم جمع عَظِيم مَا وجدت مَعَ وَاحِد مِنْهُم طارقة وَلَا رمحا إِلَّا النَّادِر فسألتهم عَن ذَلِك فَقَالُوا أَقَمْنَا بمرج وخم أَيَّامًا وَقلت

<<  <  ج: ص:  >  >>