للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يستخدم فِي إِقَامَة دينه وإعلاء كَلمته وتمهيد سُلْطَانه وحماية شعاره وَحفظ قبْلَة موحديه إِلَّا أَنْت

هَذَا وَفِي الأَرْض من هُوَ أَحَق للنبوة قرَابَة وَمن لَهُ المملكة وراثة وَمن لَهُ فِي المَال كَثْرَة وَمن لَهُ فِي الْعدَد ثروة فَأَقْعَدَهُمْ وأقامك وكسلهم ونشطك وقبضهم وبسطك وحبب الدُّنْيَا إِلَيْهِم وبغضها إِلَيْك وصعبها عَلَيْهِم وهونها عَلَيْك وَأمْسك أَيْديهم وَأطلق يدك وأغمد سيوفهم وجرد سَيْفك وأشقاهم وأنعم عَلَيْك وثبطهم وسيرك {وَلَو أَرَادوا الْخُرُوج لأعدوا لَهُ عدَّة وَلَكِن كره الله انبعاثهم فَثَبَّطَهُمْ وَقيل اقعدوا مَعَ القاعدين}

نعم وَأُخْرَى أهم من الأولى أَنه لما اجْتمعت كلمة الْكفْر من أقطار الأَرْض وأطراف الدُّنْيَا ومغرب الشَّمْس ومزخر الْبَحْر مَا تَأَخّر مِنْهُم مُتَأَخّر وَلَا استبعد الْمسَافَة بَيْنك وَبينهمْ مستبعد وَخَرجُوا من ذَات أنفسهم الخبيثة لَا أَمْوَال تنْفق فيهم وَلَا مُلُوك تحكم عَلَيْهِم وَلَا عَصا تسوقهم وَلَا سيف يزعجهم مهطعين إِلَى الدَّاعِي ساعين فِي أثر السَّاعِي وهم من كل حدب يَنْسلونَ وَمن كل بر وبحر يقبلُونَ كنت يَا مَوْلَانَا أبقاك الله كَمَا قيل (وَلست بِملك هازم لنظيره ... وَلَكِنَّك الْإِسْلَام للشرك هازم)

<<  <  ج: ص:  >  >>