وَلم تتأخر الْمُكَاتبَة إِلَّا ليتم الله مَا بَدَأَ من فَضله وليفتح بَقِيَّة مَا لم يَنْقَطِع بتقطع يَد الشّرك من حبله والمفتتح بيد الله من الشَّام مدن وأمصار وبلاد كبار وصغار وثغور وقلاع كَانَت للشرك معاقل وللإسلام معاقر ولبني الْكفْر مصانع ولبني الْإِسْلَام مصَارِع وَالْبَاقِي بيد الْكفْر مِنْهَا ثغرا طرابلس وصور ومدينة أنطاكية يسر الله أمرهَا وَفك من يَد الْكفْر أسرها وَإِذا أَمن الْمُؤمن على هَذِه الدعْوَة رُجي ايجابها وَمَا يتَأَخَّر من الله سُبْحَانَهُ جوابها
فالدعاء أحد السلاحين وَمَعَ النِّيَّة يطير إِلَى وَكره من السَّمَاء بجناحين بعد أَن كسر الْعَدو الكسرة الَّتِي لم يجْبر بعْدهَا وألجئ إِلَى حصونه الَّتِي للحصر أعدهَا وَكَانَ يَوْمهَا كَرِيمًا ولطف الله فِيهَا عَظِيما قَضَت كل حَاجَة فِي النَّفس وأغنت الْمُسلمين فَأَما الْعَدو بعد يَوْمهَا فَكَأَن لم يغن بالْأَمْس وَكَانَت على أثر غزوات قبلهَا فَمَا الظَّن بالمجهزة بعد النكس
وَلم يُؤَخر فتح الْبِلَاد بعْدهَا إِلَّا أَن فرع الْكفَّار بِالشَّام استصرخ بِأَصْل الْكفَّار من الغرب فأجابوهم رجَالًا وفرسانا وشيبا وشبانا