وَعند وُصُول الْأَمِير نجم الدّين من المخيم الْمَنْصُور فاوضه الْمَمْلُوك فِي أَنه لَا يُمكن إِلَّا التَّعْرِيض لَا التَّصْرِيح بِمَا وَقع لَهُ أَنه لَا تنجح الْحَاجة إِلَّا بِهِ من لَفْظَة أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَن الَّذين أفاضوا فِي هَذَا الحَدِيث وأشاروا بِهِ قَالُوهُ نقلا وَلَا أحاطوا بِهِ قِيَاسا وَلَا عرفُوا مُكَاتبَة المصريين قَدِيما وَآخر مَا كتب فِي أَيَّام الصَّالح بن رزيك فخوطب فِيهِ أكبر أَوْلَاد عبد الْمُؤمن وَولي عَهده بالأمير الْأَصِيل النجار الجسيم الفخار وعادت الْأَجْوِبَة إِلَى ابْن رزيك وَهُوَ وَزِير سُلْطَان مصر الَّذِي فِي أَتبَاع مَوْلَانَا الْيَوْم مئة مثله مترجمة بمعظم أمره وملتزم شكره
هَذَا والصالح يتَوَقَّع أَن يَأْخُذ ابْن عبد الْمُؤمن الْبِلَاد من يَدَيْهِ مَا هُوَ أَن يهرب مملوكان طريدان منا فيستوليا على أَطْرَاف بِلَاده ويصل الْمشَار إِلَيْهِ بِالْأَمر من مراكش إِلَى القيروان فِي سِتَّة أشهر قيلقاهم فيكسر مرّة ويتماسك أُخْرَى
وَأعلم الْأَمِير نجم الدّين بذلك فَأمْسك مِقْدَار عشرَة أَيَّام ثمَّ أنفذ الْأَمِير الْمَذْكُور إِلَيْهِ على يَد ابْن الجليس بِأَن الْهَدِيَّة أُشير عَلَيْهِ بِأَن لَا يستصحبها وَإِن استصحبها تكون هَدِيَّة برسم من حواليه وَأَن الْكتاب لَا يَأْخُذهُ إِلَّا بتصريح أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَن السُّلْطَان عز نَصره رسم لَهُ ذَلِك وَالْملك الْعَادِل دَامَت قدرته بِأَن لَا يسير إِلَّا بِهِ وَأَنه إِذا لَقِي الْقَوْم خاطبهم بِهَذِهِ التَّحِيَّة عَن السُّلْطَان أبقاه الله من لِسَانه
فَأَجَابَهُ الْمَمْلُوك بِأَن الْخطاب يَكْفِي وَطَرِيق جحدنا لَهُ مُمكن وَالْكِتَابَة حجَّة تقيد اللِّسَان عَن الانكار وَمَتى قُرِئت على
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute