للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَدو حَتَّى وصل إِلَى مخيمه وَكَانَ لَهُم فِيهَا أطلاب مستريحة فَخرجت على اليزك الإسلامي وحملت عَلَيْهِم وانتشب الْقِتَال بَينهم فَقتل من الْعَدو وجرح خلق كثير مِنْهُم شخص كَبِير فيهم مقدم عِنْدهم وَكَانَ على حصان عَظِيم ملبس بالزرد إِلَى حَافره وَكَانَ عَلَيْهِ لبس لم ير مثله وطلبوه من السُّلْطَان بعد انْفِصَال الْحَرْب فَدفع لَهُم جثته وَطلب رَأسه فَلم يُوجد

وَعَاد السُّلْطَان إِلَى مخيمه وأعيد الثّقل إِلَى مَكَانَهُ وَعَاد كل قوم إِلَى مَنْزِلَتهمْ

وَكَانَ عماد الدّين زنكي غَائِبا بِنَفسِهِ مَعَ الثّقل لمَرض كَانَ بِهِ وَبَقِي عسكره فَعَاد وَقد أقلعت حماه وَبَقِي التياث مزاج السُّلْطَان وَهُوَ كَانَ سَبَب سَلامَة هَذِه الطَّائِفَة الْخَارِجَة كَونه لَا يقدر على مُبَاشرَة الْأَمر بِنَفسِهِ

وَلَقَد رَأَيْته رَحمَه الله وَهُوَ يبكي فِي حَال الْحَرْب كَيفَ لم يقدر على مُخَالطَة الْقَوْم ورأيته وَهُوَ يَأْمر أَوْلَاده وَاحِدًا بعد وَاحِد بمصافحة الْأَمر ومخالطة الْحَرْب وَلَقَد سَمِعت مِنْهُ وَقَائِل يَقُول إِن الوخم قد عظم فِي مرج عكا بِحَيْثُ إِن الْمَوْت قد كثر فِي الطَّائِفَتَيْنِ فَأَنْشد متمثلا

(اقتلاني ومالكا ... واقتلا مَالِكًا معي)

<<  <  ج: ص:  >  >>