حَتَّى إِنَّه أسر الْأَسير وَاسْتَأْمَنَ الْمُسْتَأْمن احْتِيجَ فِي فهم لغته إِلَى عدَّة تراجم ينْقل وَاحِد عَن الآخر وَيَقُول ثَان مَا يَقُول أول وثالث مَا يَقُول ثَان وَالْأَصْحَاب كلوا وملوا وصبروا إِلَى أَن ضجروا وتجلدوا إِلَى أَن تبلدوا والعساكر الَّتِي تصل من الْمَكَان الْبعيد لَا تصل إِلَّا وَقد كل ظهرهَا وَقل وفرها وضاق بالبيكار صدرها وَلَا تستفتح إِلَّا بِطَلَب الدستور وَيصير ضجرها مضرا بالسمعة عِنْد الْعَدو المخذول وَلَهُم قَاتلهم الله تنوع فِي المكايد فَإِنَّهُم قَاتلُوا مرّة بالأبرجة وَأُخْرَى بالمنجنيقات ورادفة بالدبابات وتابعة بالكباش وآونة باللوالب وَيَوْما بالنقب وليلا بالسرابات وطورا بطم الْخَنَادِق وآنا بِنصب السلالم ودفعة بالزحوف فِي اللَّيْل وَالنَّهَار وَحَالَة فِي الْبَحْر بالمراكب
ثمَّ شرعوا فأقاموا فِي وسط خيامهم حَائِطا مستطيلا يشبه السُّور من التُّرَاب وتلالا تشبه الأبرجة مُدَوَّرَة ورفعوها بالأخشاب وعالوها بِالْحِجَارَةِ فَلَمَّا كملت أخذُوا التُّرَاب من وَرَائِهَا ورموه قدامها وهم يتقدمون أول أول وترتفع حَالا بعد حَال حَتَّى صَارَت مِنْهُ كَنِصْف غلوة سهم وَقد كَانَ الْحجر وَالنَّار تؤثران فِي أبرجة الْخشب وَهَذِه أبراج وستائر للرِّجَال والمنجنيقات من العطب لَا تُؤثر فِيهَا الْحِجَارَة الرامية وَلَا تعْمل فِيهَا النَّار الحامية
قَالَ وَوصل فِي آخر جُمَادَى الأولى من العساكر الإسلامية مُجَاهِد الدّين يرنقش وَمَعَهُ عَسْكَر سنجار
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute