للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعْبَان وَسَار السُّلْطَان فِي عراضهم والمسلمون يخطفونهم وَيقْتلُونَ مِنْهُم وَيَأْسِرُونَ ويجرحون ويسلبون وَيَسْرِقُونَ وكل أَسِير أُتِي بِهِ السُّلْطَان أَمر بقتْله ووصلوا إِلَى حيفا فأقاموا بهَا وَنزل الْمُسلمُونَ بالقيمون وَقدم السُّلْطَان ثقله إِلَى مجدل يابا وأضحى نازلا على النَّهر الْجَارِي إِلَى قيسارية وودع الْفَاضِل السُّلْطَان وَسَار إِلَى دمشق لِأَنَّهَا مدرج الوافدين من الأكابر والنواب بهَا رُبمَا جبنوا عَن إِقَامَة الْوَظَائِف وَكَانَ الْأَمر الفاضلي عِنْدهم كالأمر السلطاني فَإِذا استشاروه خلصوا من كل تبعة ودرك

وَفِي تَاسِع شعْبَان جَاءَ الْخَبَر بِأَن الفرنج ركبُوا وتألبوا وهم يَسِيرُونَ فِي السَّاحِل بالفارس والراجل وَعَن يمينهم الْبَحْر وَعَن يسارهم الرمل وَكَانَت الرجالة حَولهمْ كالسور وَعَلَيْهِم الكبورة الثخنية والزرديات السابغة المحكمة بِحَيْثُ يَقع فيهم النشاب وَلَا يتأثرون وهم يرْمونَ بالزنبورك فتجرح خُيُول الْمُسلمين وَغَيرهم

قَالَ القَاضِي وَلَقَد شاهدتهم وَفِي ظهر الْوَاحِد مِنْهُم النشابة وَالْعشرَة مغروزة وَهُوَ يسير على هينته من غير انزعاج وَثمّ قسم آخر من الرجالة مستريح يَمْشُونَ على جَانب الْبَحْر وَلَا قتال عَلَيْهِم فَإِذا تَعب هَؤُلَاءِ الْمُقَاتلَة أَو أثخنتهم الْجراح قَامَ مقامهم

<<  <  ج: ص:  >  >>