للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من عَدو الْإِسْلَام وَأَنا خازنهم عَلَيْهَا فَلَا أخونهم فِيهَا ثمَّ قَالَ لي بِمَدِينَة حمص ثَلَاثَة دكاكين ملكا وَقد وهبتها إِيَّاهَا فلتأخذها قَالَ وَكَانَ يحصل مِنْهَا قدر قَلِيل

قَالَ ابْن الْأَثِير وَكَانَ رَحمَه الله لَا يفعل فعلا إِلَّا بنية حَسَنَة كَانَ بالجزيرة رجل من الصَّالِحين كثير الْعِبَادَة والورع شَدِيد الِانْقِطَاع عَن النَّاس وَكَانَ نور الدّين يكاتبه ويراسله وَيرجع إِلَى قَوْله ويعتقد فِيهِ اعتقادا حسنا فَبَلغهُ أَن نور الدّين يدمن اللّعب بالكرة فَكتب إِلَيْهِ يَقُول مَا كنت أَظُنك تلهو وتلعب وتعذب الْخَيل لغير فَائِدَة دينية فَكتب إِلَيْهِ نور الدّين بِخَط يَده يَقُول وَالله مَا يحملني على اللّعب بالكرة اللَّهْو والبطر إِنَّمَا نَحن فِي ثغر الْعَدو قريب منا وبينما نَحن جُلُوس إِذْ يَقع صَوت فنركب فِي الطّلب

وَلَا يمكننا أَيْضا مُلَازمَة الْجِهَاد لَيْلًا وَنَهَارًا شتاء وصيفا إِذْ لابد من الرَّاحَة للجند وَمَتى تركنَا الْخَيل على مرابطها صَارَت جماما لَا قدرَة لَهَا على إدمان السّير فِي الطّلب وَلَا معرفَة لَهَا أَيْضا بِسُرْعَة الانعطاف فِي الْكر والفر فِي المعركة فَنحْن نركبها ونروضها بِهَذَا اللّعب فَيذْهب جمامها وتتعود سرعَة الانعطاف وَالطَّاعَة لراكبها فِي الْحَرْب فَهَذَا وَالله الَّذِي بَعَثَنِي على اللّعب بالكرة

<<  <  ج: ص:  >  >>