قَالَ وَكَانَ - رَحمَه الله - حسن العقيدة تَامّ الايمان يتلَقَّى الْأُمُور الشَّرْعِيَّة بأكمل انقياد وَقبُول ثمَّ انفصلنا فَلَمَّا كَانَ وَقت الْجُمُعَة صليت إِلَى جَانِبه فِي الْأَقْصَى وَصلى رَكْعَتَيْنِ ورأيته سَاجِدا وَهُوَ يذكر كَلِمَات ودموعه تتقاطر على مُصَلَّاهُ رَحمَه الله
ثمَّ انْقَضتْ الْجُمُعَة بِخَير فَلَمَّا كَانَ عشيتها وَنحن فِي خدمته على الْعَادة وصلت رقْعَة جرديك - وَكَانَ فِي اليزك - يَقُول فِيهَا إِن الْقَوْم ركبُوا بأسرهم ووقفوا فِي الْبر على ظهر ثمَّ عَادوا إِلَى خيامهم وَقد سيرنا جواسيس تكشف أخبارهم
وَلما كَانَ صَبِيحَة السبت وصلت رقْعَة أُخْرَى يخبر فِيهَا أَن الجواسيس رجعُوا واخبروا أَن الْقَوْم اخْتلفُوا فِي الصعُود إِلَى الْقُدس والرحيل إِلَى بِلَادهمْ فَذهب الفرنسيسية إِلَى الصعُود إِلَى الْقُدس وَقَالُوا نَحن إِنَّمَا جِئْنَا من بِلَادنَا بِسَبَب الْقُدس وَلَا نرْجِع دونه وَقَالَ الانكتار إِن هَذَا الْموضع قد أفسدت مياهه وَلم يبْق حوله مَاء أصلا فَمن أَيْن نشرب قَالُوا لَهُ نشرب من نهر نقوع وَبَينه وَبَين الْقُدس مِقْدَار فَرسَخ فَقَالَ كَيفَ نَذْهَب إِلَى السَّقْي فَقَالُوا ننقسم قسمَيْنِ قسم يذهب إِلَى السَّقْي مَعَ الدَّوَابّ وَقسم يبْقى على الْبَلَد مَعَ اليزك وَيكون الشّرْب فِي الْيَوْم مرّة
فَقَالَ الإنكلتير إِذا يُؤْخَذ الْعَسْكَر البراني الَّذِي يذهب مَعَ الدَّوَابّ وَيخرج عَسْكَر الْبَلَد على البَاقِينَ وَيذْهب دين النَّصْرَانِيَّة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute