قَالَ فَلَمَّا أنشدت السُّلْطَان هَذَا الْبَيْت قَالَ تَشْبِيه الْوَرق باللجين غير مُوَافق فَإِن الْوَرق أَخْضَر فَقلت
(كرات نضار بالزمرد محدق ...)
(تساقطها أشجارها فَكَأَنَّهَا ... دَنَانِير فِي أَيدي الصيارف ترتقي)
(ومشمش بُسْتَان الزكي بشهده ... شَهَادَته تقضي فزك وَصدق)
(يَقُول رفيقي فِي دمشق تَعَجبا ... أما لَك بُسْتَان مقَالَة مُشفق)
(فَقلت إِلَى بَاب الْبَرِيد وسوقه ... لأمثالنا تجبى بساتين جلق)
(وَلَو كَانَ لي بِالسَّهْمِ سهم وجدت لي ... منالي بأيام الثِّمَار ومرفقي)
(إِذا كنت مبتاعا من السُّوق مشمشي ... فَمَا لي إِلَّا لَذَّة المتسوق)
(وَمَا لي بأرباب الْبَسَاتِين خلْطَة ... فَيُصْبِح فِي حيطانها متسلقي)
(كرام وثوقي فِي الشتَاء بودهم ... وَلَكنهُمْ فِي الصَّيف ينسون موثقي)
(وَمَا ثمَّ من يقري ويجدي ويقتني ... ثنائي سوى المحيي الْكَرِيم الْمُوفق)
(وَذَلِكَ يَوْم وَاحِد لَيْسَ غَيره ... أَمن أجل يَوْم وَاحِد قلت لي اسبق)
(على أنني لَو قيل بالصين دَعْوَة ... أثرت إِلَيْهَا لوعة المتحرق)
(فَإِن جِئْت قبلي جلقا فارم منعما ... حَدِيثي بنادي المنعمين وَحلق)
(لَعَلَّ كَرِيمًا ينتخي لضيافتي ... بمشمشة عِنْد الْقدوم وينتقي)
(فَلَا تنس نشو الدّين نشوة خاطري ... وَقل عَن صبوحي كَيفَ شِئْت ورقق)