الْأَمر من أَوَائِل اللَّيْل وَحَال بَيْننَا وَبَينه النِّسَاء واستحضرت أَنا وَالْقَاضِي الْفَاضِل فِي تِلْكَ اللَّيْلَة وَابْن الزكي وَلم تكن عَادَته الْحُضُور فِي ذَلِك الْوَقْت
وَعرض علينا الْملك الْأَفْضَل أَن نبيت عِنْده فَلم ير الْفَاضِل ذَلِك رَأيا فَإِن النَّاس كَانُوا فِي كل لَيْلَة ينتظرون نزولنا من القلعة فخاف أَن لَا ننزل فَيَقَع الصَّوْت فِي الْبَلَد وَرُبمَا نهب النَّاس بَعضهم بَعْضًا فَرَأى الْمصلحَة فِي نزولنا واستحضار الشَّيْخ أبي جَعْفَر إِمَام الكلاسة وَهُوَ رجل صَالح يبيت بالقلعة حَتَّى إِن احْتضرَ بِاللَّيْلِ حضر عِنْده وَحَال بَينه وَبَين النِّسَاء وَذكره بِالشَّهَادَةِ وَذكر الله تَعَالَى فَفعل ذَلِك فنزلنا وكل منا يود لَو فدَاه بِنَفسِهِ وَبَات فِي تِلْكَ اللَّيْلَة على حَال المنتقلين إِلَى الله تَعَالَى وَالشَّيْخ أَبُو جَعْفَر يقْرَأ عِنْده الْقُرْآن ويذكره بِاللَّه تَعَالَى وَكَانَ ذهنه غَائِبا من لَيْلَة التَّاسِع لَا يكَاد يفِيق إِلَّا فِي الأحيان
وَذكر الشَّيْخ أَبُو جَعْفَر أَنه لما انْتهى إِلَى قَوْله تَعَالَى {هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة} سَمعه وَهُوَ يَقُول صَحِيح وَهَذِه يقظة فِي وَقت الْحَاجة وعناية من الله تَعَالَى بِهِ فَللَّه الْحَمد على ذَلِك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute