للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ وَمَا كَانَ يوسفنا رَحْمَة الله عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا بالاضافة إِلَى مَا صَار إِلَيْهِ فِي الْآخِرَة إِلَّا فِي سجن رَضِي الله عَن تِلْكَ الرّوح وَفتح لَهُ بَاب الْجنَّة فَهُوَ آخر مَا كَانَ يَرْجُو من الْفتُوح

وَمن كَلَام غَيره فِي وَفَاة السُّلْطَان رَحمَه الله تَعَالَى أفلت الشَّمْس عِنْد الصَّباح وَذَهَبت روح الدُّنْيَا الَّذِي ذهب بذهابها كثيرمن الْأَرْوَاح وَتلك سَاعَة ظلت لَهَا الْأَلْبَاب حائرة وتمثلت فِيهَا السَّمَاء مائرة وَالْجِبَال سائرة وأغمد سيف الله الَّذِي كَانَ على أعدائه دَائِم التَّجْرِيد وَخفت الأَرْض من جبلها الَّذِي كَانَ يمْنَعهَا أَن تميد وَأصْبح الْإِسْلَام وَقد فقد ناصره فَهُوَ أعظم فَاقِد لأعظم فقيد وَلَيْسَ أحد من النَّاس إِلَّا وَقد صم عَن الْخَبَر وَأُصِيب فِي سَواد الْقلب وَالْبَصَر وَقَالَ وَقد توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقول عمر

وَختم الْعِمَاد كِتَابه الْبَرْق الشَّامي بقصيدة رثى بهَا السُّلْطَان رَحمَه الله عَددهَا فِي ديوانه بِخَطِّهِ مئتان وَاثْنَانِ وَثَلَاثُونَ بَيْتا أَولهَا

(شَمل الْهدى وَالْملك عَم شتاته ... والدهر سَاءَ وأقلعت حَسَنَاته)

(أَيْن الَّذِي مذ لم يزل مخشية ... مرجوة هباته وهباته)

(أَيْن الَّذِي كَانَت لَهُ طاعاتنا ... مبذولة ولربه طاعاته)

(بِاللَّه أَيْن النَّاصِر الْملك الَّذِي ... لله خَالِصَة صفت نياته)

(أَيْن الَّذِي مَا زَالَ سُلْطَانا لنا ... يُرْجَى نداه وتتقى سطواته)

<<  <  ج: ص:  >  >>