للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْخيام وَيقف النَّاس على ظهر إِلَى الصَّباح والعدو بيازور بَيْننَا وَبَينه شوط فرس لَا غير فأحضر الْعَادِل وَابْن جندر وَابْن الْمُقدم وَابْن الداية سَابق الدّين وَأمر بِالنَّاسِ فأبعدوا عَن الْخَيْمَة بِحَيْثُ لم يبْق حولهَا أحد عَن غلوة سهم ثمَّ أظهر الْكتاب ووقف عَلَيْهِ وَبكى بكاء شَدِيدا حَتَّى أبكانا من غير أَن نعلم السَّبَب ثمَّ قَالَ رَحمَه الله وَالْعبْرَة تخنقه توفّي تَقِيّ الدّين

فَاشْتَدَّ بكاؤه وبكاء الْجَمَاعَة ثمَّ عدت إِلَى نَفسِي فَقلت اسْتَغْفرُوا الله من هَذِه الْحَالة وانظروا أَيْن أَنْتُم وفيم أَنْتُم واعرضوا عَمَّا سواهُ فَقَالَ رَحمَه الله نعم أسْتَغْفر الله وَأخذ يكررها ثمَّ قَالَ لَا يعلم هَذَا أحد

قَالَ وَكَانَ رَحمَه الله شَدِيد الشوق والشغف بأولاده الصغار وَهُوَ صابر على مفارقتهم رَاض ببعدهم عَنهُ وَكَانَ صَابِرًا على مر الْعَيْش وخشونته مَعَ الْقُدْرَة التَّامَّة على غير ذَلِك احتسابا لله تَعَالَى اللَّهُمَّ إِنَّه ترك ذَلِك كُله ابْتِغَاء لمرضاتك فارض عَنهُ

قَالَ وَلَقَد كَانَ رَحمَه الله حَلِيمًا متجاوزا قَلِيل الْغَضَب وَلَقَد كنت بخدمته بمرج عُيُون قبل خُرُوج الفرنج إِلَى عكا يسر الله فتحهَا وَكَانَ من عَادَته أَنه يركب فِي وَقت الرّكُوب ثمَّ ينزل فيمد الطَّعَام وَيَأْكُل مَعَ النَّاس ثمَّ ينْهض إِلَى خيمة خَاص لَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>