للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأت فِي ديوَان مُحَمَّد بن نصر القيسراني قصيدة فِي مدح تَاج الْمُلُوك بورى جد مجير الدّين أنْشدهُ إِيَّاهَا عِنْد كسرة الفرنج على دمشق فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخمْس مئة وَهِي وَاقعَة تشبه الْوَاقِعَة فِي زمن مجير الدّين

أول القصيدة

(الْحق مبتهج وَالسيف مبتسم ... وَمَال أَعدَاء فَخر الدّين مقتسم)

يَقُول فِيهَا

(قدت الْجِيَاد وحصنت الْبِلَاد وَأمنت ... الْعباد فَأَنت الْحل وَالْحرم)

(وَجئْت بِالْخَيْلِ من أقْصَى مرابطها ... معاقد الحزم فِي أوساًطها الحُزُم)

(حَتَّى إِذا مَا أحَاط الْمُشْركُونَ بِنَا ... كالليل يلتهم الدُّنْيَا لَهُ ظلم)

(واقبلوا لَا من الإقبال فِي عدد ... يؤود حَاسبه الإعياء والسأم)

(أجريت بحرا من الماذي معتكرا ... أمواجه بأواسى الْبَأْس تلتطم)

(وسست جندك والرحمن يكلؤه ... سياسة مَا يُعْفَى إثْرهَا نَدم)

(وقفت فِي الْجَيْش والأعلام خافقة ... بالنصر كل قناة فَوْقهَا علم)

(يحوطك الله صونا عَن عيونهم ... وَالله يعْصم من بِاللَّه بعتصم)

(حَتَّى إِذا بَدَت الآراء ضاحكة ... وَأَقْبَلت أوجه الإقبال تبتسم)

(أتبعت جن سراياهم مضمرة ... فِيهَا نُجُوم إِذا وجد الوغى رجموا)

<<  <  ج: ص:  >  >>