هَذَا وَالْملك الْعَادِل بِدِمَشْق وَقد انْتقل الْملك الظافر إِلَى حلب بعد أَخذ عَمه مِنْهُ بصرى وعزم على قصد بَغْدَاد فَصَرفهُ أَخُوهُ الظَّاهِر عَن ذَلِك
وَذهب الْأَمِير أَبُو الهيجاء السمين إِلَى بَغْدَاد بِأَصْحَابِهِ فَأكْرم ثمَّ سير فِي جَيش إِلَى همذان ثمَّ بعد رُجُوعه مَاتَ بدقوقا
وَانْقَضَت مُدَّة هدنة الفرنج الَّتِي عقدوها مَعَ الْملك النَّاصِر رَحمَه الله فَخَرجُوا والتقوا مَعَ الْملك الْعَادِل بِرَأْس الْعين بمرج عكا فكسرهم وَفتح يافا عنْوَة
وَكَانُوا كاتبوا ملك الألمان وَكَانَ قد ملك صقلية فأنهوا إِلَيْهِ تِلْكَ البلية وَقَالُوا إِن عِظَام أَبِيه إِلَى الْآن فِي صور فِي تَابُوت مكلل بالديباج وَكَأَنَّهُ فِي الْأسر منتظر الافراج فَإِنَّهُ لَا يقبر إِلَّا بِالْبَيْتِ الْمُقَدّس إِذا استخلص والآن مَا كَانَ غلا مِنْهُ استرخص فَإِن الْمُسلمين قد اشْتغل بَعضهم بِبَعْض ولهوا عَن كل سنة وَفرض
فتدافعت إِلَى عكا سفنهم وتدفق مزنهم وامتلأت بهم فِي السَّاحِل مدنهم وقصدوا بيروت وَبهَا الْأَمِير عز الدّين سامة فَلَمَّا سمع بوصولهم إِلَى صيدا خرج بجماعته مِنْهَا وَسَار بأَهْله وَمَال عَن وعر الْأَمر إِلَى سهله ودخلها الفرنج بعد يَوْم من غير مطاولة سوم وَلَا مماطلة روم وَكثر فِيهِ الحَدِيث وَذكر الطّيب والخبيث فَمن قَائِل تجبن وتجنب وَمن قبل أَن ينكب تنكب وَمن قَائِل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute