للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَنزل بجوسق أَبِيه فِي بستانه وَمَعَهُ شمس الدّين الْمَعْرُوف بقاضي دَارا وَهُوَ وزيره ومستحثه على المكارم ومشيره

قَالَ وخدمته بِكَلِمَة أَولهَا

(أَنْتُم تحبون بالاعراض تعذيبي ... وتقصدون بِخلق الصد تهذيبي)

(سَارُوا فيا صحتي من مهجتي ارتحلي ... غَابُوا فيا سنتي عَن مقلتي غيبي)

(قد كَاد يهضمني دهري فأدركني ... مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب)

(الْكَامِل الْمَالِك الْأَمْلَاك حَيْثُ لَهُ ... رق الْأَعَاجِم مِنْهُم والأعاريب)

(معطر عرفه عرفا ومكرمه ... مخمر طينه بِالطُّهْرِ وَالطّيب)

(لَا يَدعِي جوده الْبَحْر الخضم وَلَا ... يلفى تأبيه فِي الشم الشناخيب)

(دعتك مصر إِلَى سلطانها فأجب ... دعاءها فَهُوَ حق غير مَكْذُوب)

قَالَ وعزمت على صحبته فِي هَذِه السفرة إِلَى مصر فَخرج فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من شعْبَان إِلَى الْكسْوَة وَخرج سُلْطَان دمشق الْملك الْمُعظم ليودع سُلْطَان مصر أَخَاهُ الْكَامِل وَصَحبه إِلَى رَأس المَاء مَعَ عدَّة من الْأُمَرَاء ثمَّ ودعه وَانْصَرف وتشوش مزاج الْكَامِل بعده وانحرف

وَوصل إِلَى العباسة فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من رَمَضَان والتقاه وَالِده الْعَادِل وأنزله بِالْقصرِ ثمَّ ركب إِلَيْهِ بعد يَوْمَيْنِ واستصحبه

<<  <  ج: ص:  >  >>