وَجرى مِنْهُم فِي هَذَا الْمَعْنى الامعان فَلَمَّا عرف الشَّرْع أحضر الْأُمَرَاء وَالْتمس مِنْهُم الطَّاعَة والسمع وخاطبهم فِي الْيَمين لَهُ والميثاق وألزمهم لَهُ بِالْوَفَاءِ والوفاق فَأَبَوا فخاطبهم بِمَا راعهم وملأ بالتقريع أسماعهم ثمَّ قَالَ قد علمْتُم مَا هُوَ الْوَاجِب من التظافر على حفظ ثغور الْإِسْلَام وتدبير المماليك بِمصْر وَالشَّام وَمَا هَذَا أَمر يناط بِهِ بالصبيان أَو يحاط بِغَيْر ذِي الْقُدْرَة وَالسُّلْطَان فأذعنوا وأطاعوا وَحصل الائتلاف وَرفع الْخلاف
قَالَ وَلما أَصْبَحْنَا يَوْم السبت شاهدنا الْملك الْكَامِل قد ركب مثل وَالِده معقودا سنجقه بمعاقده والمناصل مجذوبة والصواهل مجنوبة والأعين ناظرة والألسن ذاكرة وَمَشى فِي ركابه من إِلَيْهِ تحبب وَإِلَى السُّلْطَان تقرب
قَالَ وَركب يَوْم الْخَمِيس السَّابِع وَالْعِشْرين من شَوَّال إِلَى برج الْمقسم والمقسم مَوضِع على شاطئ النّيل يزار وَهُنَاكَ مَسْجِد يتبرك بِهِ الْأَبْرَار وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي قسمت فِيهِ الْغَنِيمَة عِنْد اسْتِيلَاء الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم على مصر
وَلما أَمر صَلَاح الدّين رَحمَه الله بادارة السُّور على مصر والقاهرة وتولاه الْأَمِير قراقوش جعل نهايته الَّتِي تلِي الْقَاهِرَة عِنْد الْمقسم وَبنى فِيهِ برجا هُوَ مشرف على النّيل ذُو شرفات وَمَعْقِل ذُو طَبَقَات وثيق الْبناء رفيع الفناء وَبنى مَسْجده جَامعا واتصلت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute