هَذِه الْحَادِثَة فَأَكْثرُوا مِنْهُم القيسراني
قَالَ يمدح نور الدّين بعد صدوره عَن دمشق واستقرار أمرهَا وَيذكر قتل البرنز وَأسر جوسلين وَأخذ بِلَاده
(دَعَا مَا ادّعى مَن غره النهى وَالْأَمر ... فَمَا الْملك إِلَّا مَا حباك بِهِ الْقَهْر)
(وَمن ثنت الدُّنْيَا إِلَيْهِ عنانها ... تصرف فِيمَا شَاءَ عَن إِذْنه الدَّهْر)
(وَمن رَاهن الأقدار فِي صهوة الْعلَا ... فَلَنْ تدْرك الشعري مداه وَلَا الشّعْر)
(إِذا الْجد أَمْسَى دون غَايَته المنى ... فَمَاذَا عَسى أَن يبلغ النّظم والنثر)
(وَلم لَا يَلِي أَسْنَى الممالك مَالك ... زعيم بِجَيْش من طلائعه النَّصْر)
(لِيهن دمشقا أَن كرْسِي ملكهَا ... حبي مِنْك صَدرا ضَاقَ عَن همة الصَّدْر)
(وَأَنَّك نور الدّين مُذْ زرت أرْضهَا ... سمت بك حَتَّى انحط عَن نسرها النسْر)
(خطبت فَلم يحجبك عَنْهَا وَليهَا ... وخطب الْعلَا بِالسَّيْفِ مَا دونه ستر)
(جلاها لَك الإقبال حورية السنا ... عَلَيْهَا من الفردوس أردية خضر)
(خلوب أكَنّت من هَوَاك محبَّة ... نمت فانتمت جَهرا وسر الْهوى جهر)
(فسقت إِلَيْهَا الْأَمْن وَالْعدْل نحلة ... فأمست وَلَا أسر تخَاف وَلَا إصر)
(فَإِن صافحت يمناك من بعد هجرها ... فأحلى التلاقي مَا تقدمه هجر)
(وَهل هِيَ إِلَّا كالحصان تمنعت ... دلالا وَإِن عز الحيا وغلا الْمهْر)
(وَلَكِن إِذا مَا قستها بصداقها ... فَلَيْسَ لَهُ قدر وَلَيْسَ لَهَا قدر)
(هِيَ الثغر أَمْسَى بالكراديس عَابِسا ... وَأصْبح عَن بَاب الفراديس يفترّ)
(على أَنَّهَا لَو لم تجبك إنابة ... لأرهقها من بأسك الْخَوْف والذعر)
(فإمَّا وقَفْت الْخَيل ناقعة الصّدى ... على بردى من فَوْقهَا الْوَرق النّضر)