للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسوار من قبلي الْبَلَد وَلم يكن أحد من الْمُقَاتلَة على السُّور من ذَلِك الْجَانِب لِأَن نور الدّين كَانَ من شرقيها وَجل الْعَسْكَر مُقَابِله وَرَأى من كَانَ مَعَ نور الدّين من الجاندارية والحلبيين خلو السُّور من الْمُقَاتلَة فتسرعوا إِلَى السُّور وتعلقوا بِهِ وحصلوا فِي الْحَال على الأسوار وَيُقَال إِن امْرَأَة كَانَت على السُّور فدلت حبلا فَصَعِدُوا فِيهِ وَصَارَ على السُّور جمَاعَة ونصبوا السلالم وَصعد جمَاعَة أُخْرَى ونصبوا علما وصاحوا بشعار نور الدّين فَوَقع على أهل الْبَلَد الخذلان وَكسر بَاب الْبَلَد وَدخلت الخيالة مِنْهُ وَملك نور الدّين دمشق

وَكَانَ لأسد الدّين الْيَد الطولي فِي فتحهَا فولاه نور الدّين أمرهَا ورد إِلَيْهِ جَمِيع أحوالها

وَفِي هَذِه السّنة أقطعه نور الدّين الرحبة

وَقَالَ الرئيس أَبُو يعلى فِي الْعشْر الثَّانِي من الْمحرم وصل الْأَمِير أَسد الدّين شيركوه رَسُولا من نور الدّين إِلَى ظَاهر دمشق وخيم بِنَاحِيَة الْقصب من المرج فِي عَسْكَر يناهز الْألف فَأنْكر ذَلِك وَوَقع الاستيحاش مِنْهُ وإهمال الْخُرُوج إِلَيْهِ لتلقيه والاختلاط بِهِ وتكررت المراسلات فِيمَا اقتضته الْحَال وَلم تسفر عَن سداد وَلَا نيل مُرَاد وَعلا سعر الأقوات لانْقِطَاع الواصلين بالغلات

وَوصل نور الدّين بعسكره إِلَى شيركوه ثَالِث صفر وخيم بعيون الفاسريا عِنْد دومة ورحل فِي الْغَد وَنزل بَيت الْآبَار من الغوطة وزحف إِلَى الْبَلَد من شرقيه وزحف إِلَيْهِ من عسكره وأحداثه الْخلق الْكثير وَوَقع الطراد بَينهم ثمَّ عَاد كل من الْفَرِيقَيْنِ إِلَى مَكَانَهُ ثمَّ زحف يَوْمًا بعد يَوْم وتأكد الزَّحْف يَوْم الْأَحَد عَاشر صفر وَظهر إِلَيْهِ الْعَسْكَر الدِّمَشْقِي فَانْدفع بَين أَيْديهم حَتَّى قربوا من سور بَاب كيسَان والدباغة من قبلي الْبَلَد وَلَيْسَ على السُّور أحد من العسكرية والبلدية لسوء تَدْبِير صَاحب الْأَمر غير نفر يسير لَا يؤبه لَهُم فتسرع بعض الرجالة إِلَى السُّور وَعَلِيهِ امْرَأَة يهوديه فَأرْسلت إِلَيْهِ حبلا فَصَعدَ فِيهِ وَحصل على السُّور وَلم يشْعر بِهِ أحد وَتَبعهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>