يفهم مَا يَقُول وَمَا يُقَال لَهُ
فَأنْكر مَا جرى وَقَالَ أَنا أصفح للأحداث عَن هَذَا الخطل وَلَا أؤاخذهم بالزلل وَمَا طلبُوا إِلَّا صَلَاح حَال أخي وَولي عهدي من بعدِي وشاعت الْأَخْبَار وانتشرت البشائر فِي الأقطار بعافيته فأنست الْقُلُوب بعد الاستيحاش وابتهجت النُّفُوس بعد القلق والانزعاج وتزايدت الْعَافِيَة وصرفت الهمم إِلَى مكاتبات المقدمين بِالْعودِ إِلَى جِهَاد الملاعين
وَكَانَ نصْرَة الدّين قد ولي مَدِينَة حران وَمَا أضيف إِلَيْهَا وَتوجه نَحْوهَا
وَلما تناصرت إلأخبار بالبشائر إِلَى أَسد الدّين بِدِمَشْق بعافية نور الدّين واعتزامه على استدعاء العساكر الإسلامية للْجِهَاد سارع بالنهوض من دمشق إِلَى حلب وَوصل إِلَيْهَا فِي خيله وَاجْتمعَ بِنور الدّين فَأكْرم لقيَاهُ وشكر مسعاه وشرعوا فِي حماية الْأَعْمَال من شَرّ عصب الْكفْر والضلال
قَالَ ونظمت هَذِه الأبيات فِي هَذَا الْمَعْنى
(لقد حسنت صفاتك يَا زماني ... وفزت بِمَا رَجَوْت من الْأَمَانِي)
(فكم أَصبَحت مرتاعا لخوف ... فبدلت المخافة بالأمان)
(وجاءتنا أراجيف بِملك ... عَظِيم الشَّأْن مَسْعُود الزّمان)
(فروعت الْقُلُوب من البرايا ... وَصَارَ شجاعها مثل الجبان)
(وثارت فتْنَة يٌخشى أذاها ... على الْإِسْلَام فِي قاصٍ ودان)
(ووافى بعد ذَاك بشير صدق ... بعافية المليك مَعَ التهاني)
(فولى الْخَوْف منهدم المباني ... وَعَاد الْأَمْن معمور المغاني)
قَالَ ابْن أَبى طي وَفِي هَذِه السّنة كَانَت الزلزلة الَّتِي هدمت شيزر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute