ومواظبتهم على رميه بحجارة المجانيق إِلَى ان ضعف وَملك بِالسَّيْفِ وتزايد طمعهم فِي شن الغارات فِي الْأَعْمَال الشامية وَإِطْلَاق الْأَيْدِي فِي العيث وَالْفساد فِي معاقلها وضياعها بِحكم تفرق العساكر الإسلامية وَالْخلف الْوَاقِع بَينهم باشتغال نور الدّين بعقابيل الْمَرَض الْعَارِض لَهُ وَللَّه الْمَشِيئَة الَّتِي لَا تدافع والأقضية الَّتِي لَا تمانع
وَقَالَ وَفِي صفر ورد الْخَبَر والمبشر بنزول نور الدّين من حلب للتوجه إِلَى دمشق وَاتفقَ للكفرة الملاعين تَوَاتر الطمع فِي شن الغارات على أَعمال حوران والإقليم وَإِطْلَاق أَيدي الْفساد والعيث والإحراق والإخراب فِي الضّيَاع والنهب والسبي والأسر وَقصد داريا وَالنُّزُول عَلَيْهَا فِي انسلاخ صفر وإحراق منازلها وجامعها والتناهي فِي إخرابها وَظهر إِلَيْهِم العسكرية والأحداث وهموا بقصدهم والإسراع إِلَى لقائهم وكفهم فمنعوا من ذَلِك بعد أَن قربوا مِنْهُم وَحين شَاهد الْكفَّار خذلهم الله تَعَالَى كَثْرَة الْعدَد الظَّاهِر إِلَيْهِم رحلوا فِي آخر النَّهَار الْمَذْكُور إِلَى نَاحيَة الإقليم
وَوصل نور الدّين إِلَى دمشق وَحصل فِي قلعته سادس ربيع الأول سالما فِي نَفسه وَجُمْلَته وَلَقي بِأَحْسَن زِيّ وترتيب وتجمل واستبشر الْعَالم بمقدمه المسعود وابتهجوا وبالغوا فِي شكر الله تَعَالَى على سَلَامَته وعافيته وَالدُّعَاء لَهُ بدوام أَيَّامه وَشرع فِي تَدْبِير أَمر الأجناد وَالتَّأَهُّب للْجِهَاد
قَالَ وَفِي أَوَائِل ربيع الأول ورد الْخَبَر من نَاحيَة مصر بِخُرُوج فريق
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute