للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَهُ أَبُو الْفَتْح بنجير بن أبي الْحسن بن بنجير الأشتري وَكَانَ ورد دمشق وَجمع لنُور الدّين سيرة مختصرة قَالَ كَانَ نور الدّين يقْعد فِي الْأُسْبُوع أَرْبَعَة أَيَّام أَو خَمْسَة أَيَّام فِي دَار الْعدْل للنَّظَر فِي أُمُور الرّعية وكشف الظلامة لَا يطْلب بذلك درهما وَلَا دِينَارا وَلَا زِيَادَة ترجع إِلَى خزانته وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك ابْتِغَاء مرضاة الله وطلبا للثَّواب والزلفى فِي الْآخِرَة وَيَأْمُر بِحُضُور الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء وَيَأْمُر بِإِزَالَة الْحَاجِب والبواب حَتَّى يصل إِلَيْهِ الضَّعِيف وَالْفَقِير وَالْقَوِي والغني ويكلمهم بِأَحْسَن الْكَلَام ويستفهم مِنْهُم بأبلغ النظام حَتَّى لَا يطْمع الْغَنِيّ فِي دفع الْفَقِير بِالْمَالِ وَلَا الْقوي فِي دفع الضَّعِيف بالقال

ويحضر فِي مَجْلِسه الْعَجُوز الضعيفة الَّتِي لَا تقدر على الْوُصُول إِلَى خصمها وَلَا المكالمة مَعَه فيأمر بمساواته لَهَا فتغلب خصمها طَمَعا فِي عدله ويعجز الْخصم عَن دَفعهَا خوفًا من عدله فَيظْهر الْحق عِنْده فيجرى الله على لِسَانه مَا هُوَ مُوَافق للشريعة وَيسْأل الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء عَمَّا يشكل عَلَيْهِ من الْأُمُور الغامضة فَلَا يجرى فِي مَجْلِسه إِلَّا مَحْض الشَّرِيعَة

قَالَ وَأما زَمَانه فَهُوَ مَصْرُوف إِلَى مصَالح النَّاس وَالنَّظَر فِي أُمُور الرّعية والشفقة عَلَيْهِم وَأما فكره فَفِي إِظْهَار شعار الْإِسْلَام وتأسيس قَاعِدَة الدّين من بِنَاء الرَّبْط والمدارس والمساجد حَتَّى إِن بِلَاد الشَّام كَانَت خَالِيَة من الْعلم وَأَهله وَفِي زَمَانه صَارَت مقرا للْعُلَمَاء وَالْفُقَهَاء والصوفية لصرف همته إِلَى بِنَاء الْمدَارِس والربط وترتيب أُمُورهم وَالنَّاس آمنون على أَمْوَالهم

<<  <  ج: ص:  >  >>