(قد جَاءَكُم نور من الله فَمن ... بِهِ اهْتَدَى فَإِنَّهُ رشيدها)
(جلا ظلام الظُّلم نور الدّين عَن ... أَرض الشآم فَلهُ تحميدها)
(إِن الرعايا مِنْهُ فِي رِعَايَة ... ونعمة مستوجب مزيدها)
(لنومها يسهر بل لأمنها ... يخَاف بل لخصبها يجودها)
(بِالدّينِ وَالْملك لَهُ قِيَامه ... وللملوك عَنْهُمَا قعودها)
(ودأبه ثلم ثغور الْكفْر لَا ... لثم ثغور ناقع برودها)
(قد أَسْبغ الله لنا بعدله ... ظلال أَمن وارف مديدها)
(غَدا مُلُوك الرّوم فِي دولته ... وهم على رغمهم عبيدها)
(لما أَبَت هاماتهم سجودها ... لله أضحى للظبي سجودها)
(إِن فَارَقت سيوفه غمودها ... فَإِن هاماتهم غمودها)
(كم مغلقات من حصون عزمه ... مفتاحها وسيفه إقليدها)
(قد ودَّت الفرنج لَو فرَّت نجت ... مِنْك وَلَكِن روعها مبيدها)
(قهرتها حَتَّى لودَّ حيُّها ... من ذلة لَو أَنه فقيدها)
(أماتها رعبك فِي حصونها ... كَأَنَّمَا حصونها لحودها)
(وَإِن مصرا لَك تعنوا بَعْدَمَا ... لسيفك العضب عَنَّا صعيدها)
(وَالْملَّة الغراء خَال بالها ... عَال سناها بك حالٍ جيدها)
(مفترة ثغورها مَمْنُوعَة ... ثغورها مَحْفُوظَة حُدُودهَا)
(وَإِن بغى جالوتها ضَلَالَة ... فَأَنت فِي إهلاكه داودها)
(يَا ابْن قسيم الدولة الْملك الَّذِي ... خرت لَهُ من الْمُلُوك صيدها)
(دع العدى بغيظها فَإِنَّمَا ... تذيب أكباد العدى حقودها)
(يَا دولة نورية أَمن الورى ... وخصبها وجودهَا وجودهَا)