ونسخة المنشور من عبد الله ووليه أبي مُحَمَّد العاضد لدين الله أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى السَّيِّد الْأَجَل الْملك الْمَنْصُور سُلْطَان الجيوش ولى الْأَئِمَّة مجير الْأمة أَسد الدّين كافل قُضَاة الْمُسلمين وهادي دعاة الْمُؤمنِينَ أبي الْحَارِث شيركوه العاضدي عضد الله بِهِ الدّين وأمتع بطول بَقَائِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ وأدام قدرته وَأَعْلَى كَلمته سَلام عَلَيْك فَإِنَّهُ يحمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ ويسأله أَن يُصَلِّي على مُحَمَّد خَاتم النَّبِيين وَسيد الْمُرْسلين وعَلى آله الطاهرين وَالْأَئِمَّة المهديين وَسلم تَسْلِيمًا
ثمَّ ذكر بَاقِي المنشور وَهُوَ مُشْتَمل على كَلَام طَوِيل وحشو غير قَلِيل على عَادَة الْكتاب الْمُتَأَخِّرين الَّذين تراهم بالألفاظ الْكَثِيرَة عَن الْمَعْنى الْيَسِير معبرين والبلاغة عكس ذَلِك قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعثت بجوامع الْكَلم واختُصر لي الْكَلَام اختصاراً
وَلما أستقل أَسد الدّين بالوزارة طلب من الْقصر كَاتب إنْشَاء فَأرْسل إِلَيْهِ بِالْقَاضِي الْفَاضِل عبد الرَّحِيم بن عَليّ البيساني وَكَانَ أَبوهُ من أهل بيسان الشَّام ثمَّ ولي قَضَاء عسقلان وَخرج الْفَاضِل إِلَى الديار المصرية فولي كَاتبا بالإسكندرية على بَاب السِّدرة ثمَّ إِنَّه أتصل بالكامل بن شاور