للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدّين الَّتِي هِيَ الأَصْل وَبهَا النجَاة وَأَنت تعلم أَن مصر وإقليمها مَا هِيَ قَليلَة وَهِي خَالِيَة من أُمُور الشَّرْع وَمَا تُدخر الدُّمُوع إِلَّا للشدائد وَأَنا مَا كنت أسخى وَلَا أشتهي مفارقتك والآن فقد تعين عَلَيْك وعليّ أَيْضا أَن نَنْظُر إِلَى مصالحها وَمَا لنا أحد الْيَوْم لَهَا إِلَّا أَنْت وَلَا أقدر أولي أمورها وأقلدها إِلَّا لَك حَتَّى تَبرأ ذِمَّتِي عِنْد الله فَيجب عَلَيْك وفقك الله أَن تشمر عَن سَاق الِاجْتِهَاد وتتولى قضاءها وتعمل مَا تعلم أَنه يقربك إِلَى الله وَقد بَرِئت ذِمَّتِي وَأَنت تجاوب الله فَإِذا كنت أَنْت هُنَاكَ وولدك أَبُو الْمَعَالِي وَفقه الله فيطيب قلبِي وتبرأ ذِمَّتِي وَقد كتبت هَذَا بخطي حَتَّى لاتبقى عَليّ حجَّة تصل أَنْت وولدك إِلَى عِنْدِي حَتَّى أسيركم إِلَى مصر وَالسَّلَام بموافقة صَاحِبي واتفاق مِنْهُ صَلَاح الدّين وَفقه الله فَأَنا مِنْهُ شَاكر كثير كثير كثير جزاه الله خيرا وأبقاه فَفِي بَقَاء الصَّالِحين والأخيار صَلَاح عَظِيم وَمَنْفَعَة لأهل الْإِسْلَام الله تَعَالَى يكثر من الأخيار وَأَعْوَان خير وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَسلم تَسْلِيمًا

قَالَ ابْن أبي طيّ وأبطل صَلَاح الدّين من المكوس والمظالم مَا يسْتَخْرج بديوان صناعَة مصر مئة ألف دِينَار وَمَا يسْتَخْرج بِالْأَعْمَالِ الْقبلية والبحرية مئة ألف دِينَار فسامح بِجَمِيعِ ذَلِك وَأمر بِكِتَابَة سجل بِهِ من ديوَان الْإِنْشَاء وأنفذ إِلَى سَائِر أَعمال مصر يُقرأ على المنابر وَعرض عَلَيْهِ سِيَاقَة جرائد الدَّوَاوِين فِي جِهَات المستخدمين والمعاملين لعدة سِنِين مُتَقَدّمَة آخرهَا سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مئة فَكَانَ مبلغه ينيف عَن ألف ألف دِينَار وَألْفي ألف إِرْدَب غلَّة فسامح بِجَمِيعِ ذَلِك وأبطله من الدَّوَاوِين واسقطه

<<  <  ج: ص:  >  >>