للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(جلّ رزء الفرنج فاستبدلوا مِنْهُ ... بلبسُ الْحَدِيد لبس الْحداد)

(فرَّق الرعب مِنْهُ فِي أنفس الْكفَّار ... بَين الْأَرْوَاح والأجساد)

(سطوة زلزلت بسكانها الأَرْض ... وهدت قَوَاعِد الأطواد)

(أخذتهم بِالْحَقِّ رَجْفَة بَأْس ... تَركتهم صرعى صروف العوادي)

(خفضت من قلاعها كل عَال ... وأعادت تلاعها كالوهاد)

(أنفذ الله حكمه فَهُوَ مَاض ... مظْهرا سر غيبه فَهُوَ بَادِي)

(آيَة آثرت ذَوي الشّرك بالهلك ... وَأهل التَّوْحِيد بالإرشاد)

(والأعادي جرى عَلَيْهِم من التدمير ... مَا قد جرى على قوم عَاد)

(أشركت فِي الْهَلَاك بَين الْفَرِيقَيْنِ ... دعاة الْإِشْرَاك والإلحاد)

(وَلَقَد حَاربُوا الْقَضَاء فَأمْضى ... حكمه فيهم بِغَيْر جلاد)

(والإله الرؤوف فِي الشَّام عَنَّا ... دَافع لطفه بلَاء الْبِلَاد)

قَالَ الْعِمَاد وَمِنْهَا معنى مبتكر ابتدعته فِي الزلزلة وَهُوَ

(وبحق أُصِيبَت الأَرْض لما ... سكنت من مقَام أهل الْفساد)

(علمت أَنَّهَا جنت فعراها ... حذرا من سطاك شبه ارتعاد)

قَالَ الْعِمَاد وَفِي هَذِه السّنة عِنْد وصولنا إِلَى حلب فِي الْخدمَة النورية كنت مقرظا للفضائل الشهروزية وَكَانَ الْحَاكِم بهَا القَاضِي محيي الدّين أَبُو حَامِد مُحَمَّد ابْن قَاضِي قُضَاة الشَّام كَمَال الدّين أبي الْفضل مُحَمَّد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>