للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومسمع وَلَا حصل أهل الْقصر بعد ذَلِك على صفو مشرع فَلَمَّا توفّي العاضد بطلت تِلْكَ الْقَوَاعِد ووهت المقاعد وَأمر السُّلْطَان بِالِاحْتِيَاطِ على أَهله وَأَوْلَاده فِي مَوضِع خَارج الْقصر جعله برسمهم على الِانْفِرَاد وَقرر مَا يكون لَهُم برسم الكسوات والأقوات والأزواد

قلت أَخْبرنِي أَبُو الْفتُوح أَنه جعلهم فِي دَار برجوان فِي الحارة المنسوبة إِلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ وَهِي دَار كَبِيرَة وَاسِعَة كَانَ عيشهم فِيهَا طيبا ثمَّ نقلوا بعد الدولة الصلاحية مِنْهَا وأبعدوا عَنْهَا

قَالَ الْعِمَاد وهم إِلَى الْيَوْم فِي حفظ قراقوش واحتياطه واستظهاره يكلؤهم ويحرسهم بِعَين حزمه فِي ليله ونهاره وَجمع البَاقِينَ من عمومتهم وعترتهم من الْقصر فِي إيوَان وَاحْترز عَلَيْهِم فِي ذَلِك الْمَكَان بِكُل إِمْكَان وَأبْعد عَنْهُم النِّسَاء لِئَلَّا يتناسلوا فيكثروا وهم إِلَى الْآن محصورون محسورون لم يظهروا وَقد نقص عَددهمْ وقلص مددهم ثمَّ عرض من بِالْقصرِ من الْجَوَارِي وَالْعَبِيد والعدّة والعديد والطريف والتليد فَوجدَ أكثرهن حرائر فأطلقهن وَجمع الْبَاقِيَات فوهبهن وفرقهن وأخلى دوره وأغلق قصوره وسلّط جوده على الْمَوْجُود وأبطل الْوَزْن وَالْعد عَن الْمَوْزُون والمعدود وَأخذ كل مَا صلح لَهُ ولأهله ولأمرائه وخواص مماليكه وأوليائه من أخاير الذَّخَائِر وزواهر الْجَوَاهِر ونفائس

<<  <  ج: ص:  >  >>