للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَمْنُوع وَقد توالت الْفتُوح غرباً ويمناً وشآما وَصَارَت الْبِلَاد بل الدُّنْيَا والشهر بل الدَّهْر حرما حَرَامًا وأضحى الدّين وَاحِدًا بَعْدَمَا كَانَ أديانا والخلافة إِذا ذكر بهَا أهل الْخلاف لم يخروا عَلَيْهَا صُمَّاً وعُميانا والبدعة خاشعة وَالْجُمُعَة جَامِعَة والمذلة فِي شيع الضلال شائعة ذَلِك بِأَنَّهُم أتخذوا عباد الله من دونه أَوْلِيَاء وَسموا أَعدَاء الله أصفياء وتقطعوا أَمرهم بَينهم شيعًا وَفرقُوا أَمر الْأمة وَكَانَ مجتمعا وكذبوا بالنَّار فعجلت لَهُم نَار الحتوف وَنَثَرت أَقْلَام الظبى حُرُوف رؤوسهم نثر الأقلام للحروف ومزقوا كل ممزق وَأخذ مِنْهُم كل مخنق وَقطع دابرهم وَوعظ آتيهم غابرهم ورغمت أنوفهم ومنابرهم وحقت عَلَيْهِم الْكَلِمَة تشريدا وقتلا وتمَّت كَلِمَات رَبِّكَ صِدْقا وَعَدْلاً وَلَيْسَ السَّيْف عَمَّن سواهُم من كفار الفرنج بصائم وَلَا اللَّيْل عَن سير إِلَيْهِم بنائم وَلَا خَفَاء عَن الْمجْلس الصاحبي أَن من شدّ عقد خلَافَة وحلّ عقد خلاف وَقَامَ بدولة وَقعد بِأُخْرَى قد عجز عَنْهَا الأخلاف والأسلاف فَإِنَّهُ مفتقر إِلَى أَن يُشكر مَا نصح ويُقلَّد مَا فتح ويبَّلغ مَا أقترح وَيقدم حَقه وَلَا يطرَّح وَيقرب مَكَانَهُ وَإِن نزح وتأتيه التشريفات الشَّرِيفَة وتتواصل إِلَيْهِ أَمْدَاد التقويات الجليلة اللطيفة وتُلَّبى دَعوته بِمَا أَقَامَ من دَعْوَة وتوصل غزوته بِمَا وصل من غَزْوَة وترفع دونه الْحجب المعترضة وَترسل إِلَيْهِ السحب المروضة فَكل ذَلِك تعود عوائده وتبدو فَوَائده بالدولة الَّتِي كشف وَجهه لنصرها وجرد سَيْفه لرفع منارها وَالْقِيَام بأمرها وَقد أَتَى الْبيُوت من أَبْوَابهَا وَطلب النجعة من سحابها ووعد آماله الواثقة بِجَوَاب كتابها وأنهض لإيصال ملطفاته وتنجز تشريفاته خطيب الخطباء بِمصْر وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ لصعود دَرَجَة الْمِنْبَر وَقَامَ بِالْأَمر

<<  <  ج: ص:  >  >>