للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ وَسَار شهَاب الدّين بن أبي عصرون إِلَى جِهَة بَغْدَاد وَلم يتْرك مَدِينَة إِلَّا دَخلهَا بِهَذِهِ الْبشَارَة الجليلة الْقدر وَقَرَأَ فِيهَا هَذَا المنشور الْعَظِيم الْخطر وَالذكر حَتَّى وصل إِلَى بَغْدَاد فَخرج الموكب إِلَى تلقيه وَجَمِيع أهل بَغْدَاد مكرمين لخطير وُرُوده معظمين لجليل موروده وَنَثَرت عَلَيْهِ دَنَانِير الإنعام وحُبى بِكُل إِحْسَان وإكرام وَأرْسلت التشريفات إِلَى نور الدّين وَصَلَاح الدّين كَمَا سَيَأْتِي ذكره

وَقَالَ الْعِمَاد كَانَ صَلَاح الدّين لَا يخرج عَن أَمر نور الدّين وَيعْمل لَهُ عمل القوى الْأمين وَيرجع فِي جَمِيع مَصَالِحه إِلَى رَأْيه المتين وَقد كَانَ كَاتبه نور الدّين فِي شَوَّال سنة سِتّ وَسِتِّينَ بتغيير الْخطْبَة وتذليل أمورها الصعبة وافتراع بكر هَذِه الْقَضِيَّة وَفرع الرُّتْبَة وأيقن أَن أمره متبوع وَقَوله مسموع وَحكمه مَشْرُوع ونطقت بذلك قبل التَّمام ألسُن الْخَواص والعوام فسيَّر نور الدّين شهَاب الدّين بن أَبَا الْمَعَالِي المطهر بن الشَّيْخ شرف الدّين بن أبي عصرون بِهَذِهِ الْبشَارَة وإشاعة مَا تقدم لَهُ بهَا من الإشاعة وَأَمرَنِي بإنشاء بِشَارَة عَامَّة تقْرَأ فِي سَائِر بِلَاد الْإِسْلَام وَبشَارَة خَاصَّة للديوان الْعَزِيز بِحَضْرَة الإِمَام فِي مَدِينَة السَّلَام ثمَّ ذكر نُسْخَة الْكِتَابَيْنِ

ثمَّ قَالَ ونظمت قصيدة مُشْتَمِلَة على الْخطْبَة بِمصْر أَولهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>