وَجرى بَين أَسد الدّين وجمال الدّين الْوَزير مَوَدَّة عَظِيمَة حَتَّى حلف كل وَاحِد مِنْهُمَا للْآخر أَنه يقوم بأَمْره فِي حَيَاته وَبعد وَفَاته وتجرد جمال الدّين فِي أَمر أَسد الدّين وَأمر أَخِيه نجم الدّين حَتَّى قربهما من قلب أتابك وجعلهما عِنْده بالمنزلة الْعَظِيمَة وخرجا مَعَه إِلَى الشَّام وشهدا مَعَه حروب الْكفَّار وقتال الفرنج لعنهم الله تَعَالَى وَكَانَ لأسد الدّين فِي تِلْكَ الوقائع الْيَد الْبَيْضَاء والفَعْلَةُ الغراء
وحَدثني أبي رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ حَدثنِي سعد الدولة أَبُو الميامن المؤملي وَكَانَ أحد أَصْحَاب نجم الدّين أَيُّوب قَالَ وحَدثني أَيْضا بِهَذِهِ الْحِكَايَة مجد الدّين ابْن داية الْملك الصَّالح قَالَ حَدثنِي حسام الدّين سنقر غُلَام الْأَمِير نجم الدّين أبي طَالب وَكَانَ سنقر هَذَا يخْدم مَعَ الْأَمِير نجم الدّين أَيُّوب بن شاذي قَالَ كنت فِي صحابة الْأَمِير نجم الدّين لما نفذه نور الدّين بن زنكي إِلَى ابْنه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى مصر من أجل قطع خطْبَة المصريين وَإِقَامَة دَعْوَة بني الْعَبَّاس فِي أول سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مئة وَاتفقَ أَنِّي كنت حَاضرا وَقد اجْتمع السُّلْطَان الْملك النَّاصِر