الْجِنْس متمردة قد اشْتَمَلت على الاعتقادات المارقة والسرائر المنافقة فكلاًّ أَخذ الله بِذَنبِهِ فَمنهمْ من أقرّ طَائِعا عِنْد إِحْضَاره وَمِنْهُم من أقرّ بعد ضربه فَانْكَشَفَتْ أُمُور أخر كَانَت مكتومة ونوب غير الَّتِي كَانَت عندنَا مَعْلُومَة وتقريرات مُخْتَلفَة فِي المُرَاد متفقة فِي الْفساد
ثمَّ ذكر تَفْصِيلًا حَاصله أَنهم عينوا خَليفَة ووزيرا مُخْتَلفين فِي ذَلِك فَمنهمْ من طلب إِقَامَة رجل كَبِير السن من بني عَم العاضد وَمِنْهُم من جعل ذَلِك لبَعض أَوْلَاد العاضد وَإِن كَانَ صَغِيرا وَاخْتلف هَؤُلَاءِ فِي تعْيين وَاحِد من وَلدين لَهُ وَأما بَنو رزيك وَأهل شاور فَكل مِنْهُم أَرَادَ الوزارة لبيتهم من غير أَن يكون لَهُم غَرَض فِي تعْيين الْخَلِيفَة
ثمَّ قَالَ وَكَانُوا فِيمَا تقدم والمملوك على الكرك والشوبك بالعسكر قد كاتبوهم وَقَالُوا لَهُم إِنَّه بعيد والفرصة قد أمكنت فَإِذا وصل الْملك الفرنجي إِلَى صدر أَو إِلَى أَيْلَة ثارت حَاشِيَة الْقصر وكافة الْجند وَطَائِفَة السودَان وجموع الأرمن وَعَامة الاسماعيلية وفتكت بأهلنا وأصحابنا بِالْقَاهِرَةِ
ثمَّ قَالَ وَلما وصل جرج كتبُوا إِلَى الْملك الفرنجي أَن العساكر متباعدة فِي نواحي إقطاعاتهم وعَلى قرب من موسم غلاتهم وَأَنه لم يبْق فِي الْقَاهِرَة إِلَّا بَعضهم وَإِذا بعثت أسطولا إِلَى بعض الثغور أنهض فلَان من عِنْده وَبَقِي فِي الْبَلَد وَحده فَفَعَلْنَا مَا تقدم ذكره من الثورة