الطلعة وأنهب سماطه الْعَام على رسم الأتراك وأكابر الْأَمْلَاك ثمَّ حَضَرنَا على خوانه الْخَاص وَله عقد كَمَال مصون من الانتقاض والانتقاض وَمَا أوضح بشره وأضوع نشره وأضحك سنه وأبرك يمنه
وَفِي يَوْم الأثنين ثَانِي الْعِيد بكر وَركب وجمل الموكب وَكَأن الْفلك بنيره جَار والطود الثَّابِت يمرّ مرّ السَّحَاب فِي وقار وَكَأَنَّهُ الْقَمَر فِي هالته وَالْقدر فِي جلالته والبدر فِي دائرته سَائِر بَين سيارته وَدخل الميدان والعظماء يسايرونه والفهماء يحاورونه وَفِيهِمْ همام الدّين مودود وَهُوَ فِي الأكابر مَعْدُود وَكَانَ قَدِيما فِي أول دولته والى حلب وَقد جرب الدَّهْر بحنكته ولأشطره حلب فَقَالَ لنُور الدّين فِي كَلَامه عظة لمن يغتر بأيامه هَل نَكُون هَهُنَا فِي مثل هَذَا الْيَوْم فِي الْعَام الْقَابِل فَقَالَ نور الدّين قل هَل نَكُون بعد شهر فَإِن السّنة بعيدَة فَجرى على منطقهما مَا جرى بِهِ الْقَضَاء السَّابِق فَإِن نور الدّين لم يصل إِلَى الشَّهْر والهمام لم يصل إِلَى الْعَام
ثمَّ شرع نور الدّين فِي اللّعب بالكرة مَعَ خواصه البررة فاعترضه فِي حَاله أَمِير آخر اسْمه يرنقش وَقَالَ لَهُ باش فأحدث لَهُ الغيظ والاستيحاش واغتاظ على خلاف مذْهبه الْكَرِيم وخلقه الْحَلِيم فزجره وزبره وَنَهَاهُ ونهره وسَاق وَدخل القلعة وَنزل واحتجب وَاعْتَزل فَبَقيَ أسبوعا فِي منزله مَشْغُولًا بنازله مَغْلُوبًا عَن عاجله بِحَدِيث آجله وَالنَّاس من الْخِتَان لاهون بأوطارهم فِي الأوطان فَهَذَا يروح بجوده وَذَاكَ يجود بِرُوحِهِ فَمَا انْتَهَت تِلْكَ الأفراح إِلَّا بالأتراح وَمَا صلح الْملك بعده إِلَّا