للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملكه جدا فَملك الْموصل وديار الجزيرة وأطاعه أَصْحَاب ديار بكر وَملك الشَّام والديار المصرية واليمن وخُطب لَهُ بالحرمين الشريفين مَكَّة وَالْمَدينَة وطبّق الأَرْض ذكره بِحسن سيرته وعدله وَلم يكن مثله إِلَّا الشاذ النَّادِر رَحْمَة الله تَعَالَى عَلَيْهِ

قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بَعْدَمَا ذكر أَوْصَاف نور الدّين الجليلة الْمُتَقَدّمَة مفرقة ومجموعة فِي هَذَا الْكتاب هَذَا مَعَ مَا جمع الله لَهُ من الْعقل المتين والرأي الثاقب الرصين والاقتداء بسيرة السّلف الماضين والتشبه بالعلماء وَالصَّالِحِينَ والاقتفاء بسيرة من سلف مِنْهُم فِي حسن سمتهم والاتباع لَهُم فِي حفظ حَالهم ووقتهم حَتَّى روى حَدِيث الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأسمعه وَكَانَ قد استجيز لَهُ مِمَّن سَمعه وَجمعه حرصا مِنْهُ على الْخَيْر فِي نشر السّنة بِالْأَدَاءِ والتحديث ورجاء أَن يكون مِمَّن حفظ على الْأمة أَرْبَعِينَ حَدِيثا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث فَمن رَآهُ شَاهد من جلال السلطنة وهيبة الْملك مَا يبهره فَإِذا فاوضه رأى من لطافته وتواضعه مَا يحيره يحب الصَّالِحين ويؤاخيهم ويزور مساكنهم لحسن ظَنّه فيهم وَإِذا احْتَلَمَ مماليكه أعتقهم

<<  <  ج: ص:  >  >>