للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمن كتاب آخر الْخَادِم مُسْتَمر على بَدأته من الاستشراف لأوامرها والتعرض لمراسمها وَالرَّفْع لكلمتها والإيالة لعسكرها والتحقق بخدمتها فِي بواطن الْأَحْوَال وظواهرها والتّرقب لِأَن يُؤمر فيمتثل ويكلف فَيحْتَمل وَأَن يرْمى بِهِ فِي فِي نحر عدوه فيتسدد بِجهْدِهِ ويوفى أَيَّام الدولة الْعَالِيَة يَوْمًا يكْشف الله فِيهِ للْمولى للْمولى ضمير عَبده

قَالَ الْعِمَاد وَلما توفّي نور الدّين أختل أَمْرِي واعتل سرّي وعلت حسادي وَبلغ مُرَادهم أضدادي وَكَانَ الْملك الصَّالح صَغِيرا فَصَارَ الْعدْل ابْن العجمي لَهُ وزيرا وَتصرف المتحالفون فِي الخزانة والدولة كَمَا أَرَادوا وولَّوْا وصرفوا ونقصوا وَزَادُوا واقتصروا لي على الْكِتَابَة محروم الدعْوَة من الْإِجَابَة

وَمِمَّا نظمته فِي مرثية نور الدّين قصيدة مِنْهَا

(لفقد الْملك الْعَادِل ... يبكي الْملك وَالْعدْل)

(وَقد أظلمت الْآفَاق ... لَا شمس وَلَا ظلّ)

مِنْهَا

(وَلما غَابَ نور الدّين ... عَنَّا أظلم الحفل)

(وَزَالَ الخصب وَالْخَيْر ... وَزَاد الشَّرّ وَالْمحل)

(وَمَات الْبَأْس والجود ... وعاش الْيَأْس وَالْبخل)

<<  <  ج: ص:  >  >>