قلعة حلب والحاضر عِنْده صباحا وَمَسَاء إِذا طلب وشيزر مَعَ أَخِيه شمس الدّين عَليّ وقلعة جعبر وتلّ بَاشر مَعَ سَابق الدّين عُثْمَان وحارم مَعَ بدر الدّين حسن وَعين تَابَ وعزاز وَغَيرهمَا نوّابه فِيهَا وَهُوَ يصونها ويحميها
ولمّا توفّي جرت إخْوَته فِي الْقرب والانبساط على عَادَته وهم أَعْيَان الدولة وأعضادها وأبدال أرْضهَا وأوتادها وأمجادها وأجوادها فَلَمَّا توفّي نور الدّين لم يشكوا فِي أَنهم يكفلون وَلَده ويرّبونه ويحبهم لأجل سابقتهم وَيُحِبُّونَهُ فَأَقَامَ شمس الدّين عليّ وَهُوَ أكبرهم وأوجههم وَدخل قلعة حلب وَبهَا واليها شاذبخت وسكنها وَأسر مصلحَة الدولة وأعلنها وَعرف مَا جرى بِدِمَشْق من الِاجْتِمَاع واتفاق ذوى الأطماع فكاتبهم وَأمرهمْ بالوصول إِلَيْهِ فِي خدمَة الْملك الصَّالح وَنفذ أَخَاهُ سَابق الدّين عُثْمَان وَكَانَ قَلِيل الْخِبْرَة بَعيدا من التحرُّز والدّهاء فاستقرّ الْأَمر على أَن يحملوا الْملك الصَّالح إِلَيْهِ ويقدموا بِهِ عَلَيْهِ وَهُوَ يتسلم ممالكه وَيكون أتابكه
وَوصل كمشتكين إِلَى دمشق فِي تِلْكَ الْأَيَّام فوافقهم على مَا دبروه من المرام وَسَار الصَّالح وَمَعَهُ كمشتكين وَالْعدْل ابْن العجمي واسماعيل الخازن فبغُتوا إخْوَة مجد الدّين الثَّلَاثَة فقبضوهم واعتقلوهم وَجَاء ابْن الخشاب أَبُو الْفضل مقدّم الشِّيعَة فسفكوا دَمه وَأقَام شمس الدّين بن الْمُقدم بِدِمَشْق على عساكرها مقدما وَفِي مصالحها محكّما وجمال الدّين ريحَان وَالِي القلعة والشِّحن من قبله وَالْأَمر إِلَيْهِ بتفصيله وجمله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute