وراجل وَكَانَت عدَّة الطرائد سِتا وَثَلَاثِينَ طريدة تحمل الْخَيل وَكَانَ مَعَهم مئتا شيني فِي كل شيني مئة وَخَمْسُونَ رَاجِلا وَكَانَت عدَّة السّفن الَّتِي تحمل الآت الْحَرْب والحصار من الأخشاب الْكِبَار وَغَيرهَا سِتّ سفن وَكَانَت عدَّة المراكب الْحمالَة برسم الأزواد للرِّجَال أَرْبَعِينَ مركبا وفيهَا من الراجل المتفرق وغلمان الخيالة وصناع المراكب وأبراج الزَّحْف ودباباته والمنجنيقية مَا يتمم خمسين ألف راجل
وَلما تكاملوا نازلين على الْبر خَارِجين من الْبَحْر حملُوا على الْمُسلمُونَ حَملَة أوصلتهم إِلَى السُّور وفقد من أهل الثغر فِي وَقت الحملة مَا يناهز سَبْعَة من أنفس وَاسْتشْهدَ مَحْمُود بن البصارو بِسَهْم جرخ وجدفت مراكب الفرنج دَاخِلَة إِلَى الميناء وَكَانَ بِهِ مراكب مقاتلة ومراكب مسافرة فسبقهم أَصْحَابنَا إِلَيْهَا فخسفوها وغرقوها وغلبوهم على أَخذهَا وأحرقوا مَا احْتَرَقَ مِنْهَا واتصل الْقِتَال إِلَى الْمسَاء فَضربُوا خيامهم بِالْبرِّ وَكَانَ عدتهمْ ثَلَاث مئة خيمة
فَلَمَّا أَصْبحُوا زحفوا وضايقوا وحاصروا ونصبوا ثَلَاث دبابات بكباشها وَثَلَاثَة مجانيق كبار الْمَقَادِير تضرب بحجارة سود استصحبوها من صقلية وتعجب أَصْحَابنَا من شدَّة أَثَرهَا وَعظم حجرها وَأما الدبابات فَإِنَّهَا تشبه الأبراج فِي جفَاء أخشابها وارتفاعها وَكَثْرَة مقاتلتها واتساعها وزحفوا بهَا إِلَى أَن قاربت السّور ولجّوا فِي الْقِتَال عَامَّة النَّهَار الْمَذْكُور
وَورد الْخَبَر إِلَى منزلَة العساكر بفاقوس يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث يَوْم نزُول العدوّ على جنَاح الطَّائِر فاستنهضنا العساكر إِلَى الثغرين إسكندرية ودمياط
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute