للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللِّقَاء وعلمتهم ودخلنا الْبَلَد واستقرت بِنَا دَار والدنا رَحْمَة الله عَلَيْهِ قريرة عيوننا مُسْتَقرًّا سُكُون الرّعية وسكوننا وأذعنا فِي أرجاء الْبَلَد النداء بإطابة النُّفُوس وَإِزَالَة المكوس وَكَانَت الْولَايَة فيهم قد ساءت وأسرفت وَالْيَد المتعدية قد امتدت إِلَى أَحْوَالهم وأجحفت فشرعنا فِي امْتِثَال أَمر الشَّرْع برفعها وإعفاء الْأمة مِنْهَا بوضعها

قَالَ ابْن الْأَثِير لما خَافَ من بِدِمَشْق من الْأُمَرَاء أَن يقصدهم كمشتكين وَالْملك الصَّالح من حلب فيعاملهم بِمَا عَامل بِهِ بني الداية راسلوا سيف الدّين غَازِي ليسلموها إِلَيْهِ فَلم يجبهم فحملهم الْخَوْف على أَن راسلوا صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب بِمصْر وَكَانَ كَبِيرهمْ فِي ذَلِك شمس الدّين بن الْمُقدم وَمن أشبه أَبَاهُ فَمَا ظلم فَلَمَّا أَتَتْهُ الرُّسُل لم يتَوَقَّف وَسَار إِلَى الشَّام فَلَمَّا وصل دمشق سلمهَا إِلَيْهِ من بهَا من الْأُمَرَاء ودخلها وَاسْتقر بهَا وَلم يقطع خطْبَة الْملك الصَّالح وَإِنَّمَا أظهر أَنِّي إِنَّمَا جِئْت لأخدمه واسترد لَهُ بِلَاده الَّتِي أَخذهَا ابْن عَمه وَجَرت أُمُور آخرهَا أَنه اصْطلحَ هُوَ وَسيف الدّين وَالْملك الصَّالح على مَا بِيَدِهِ

وَقَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد لما تحقق صَلَاح الدّين وَفَاة نور الدّين وَكَون وَلَده طفْلا لَا ينْهض بأعباء الْملك وَلَا يسْتَقلّ بِدفع عَدو الله عَن الْبِلَاد تجهّز لِلْخُرُوجِ إِلَى الشَّام إِذْ هُوَ أصل بِلَاد الْإِسْلَام فتجهزّ بِجمع كثير من العساكر وخلّف بالديار المصرية من يسْتَقلّ بحفظها وحراستها

<<  <  ج: ص:  >  >>