للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابْن الْمُقدم خُرُوج السّلطان إِلَى جِهَة دمشق أشْفق من ذَلِك واستدرك مَا بدا مِنْهُ وتذلل لَهُ ووعده تَسْلِيم دمشق إِلَيْهِ

قَالَ وَلما حصل على دمشق وقلعتها واستوطن بُقعتها نشر علم الْعدْل وَالْإِحْسَان وعّفى أثار الظُّلم والعدوان وأبطل مَا كَانَ الْوُلَاة استجدوه بعد موت نور الدّين من القبائح والمنكرات والمؤن والضرائب الْمُحرمَات

قلت وَكَانَ قد كتب إِلَيْهِ أُسَامَة بن منقذ قصيدة بعد مصَاف عسقلان أَولهَا

(تهن يَا أطول الْمُلُوك يدا ... فِي بسط عدلٍ وسطوةٍ وندى)

(أجرا وذكرا من ذَلِك الشُّكْر فِي الدُّنْيَا ... وَمن ذَلِك الْجنان غَدا)

(لَا تستقل الَّذِي صنعت فقد ... قُمْت بِفَرْض الْجِهَاد مُجْتَهدا)

(وجست أَرض العدى وأفنيت من ... أبطالهم مَا يُجَاوز العددا)

(وَمَا رَأينَا غزا الفرنج من الْمُلُوك ... فِي عقر دَارهم أحدا)

(فسر إِلَى الشَّام فالملائكة الْأَبْرَار ... يلقاك جَمْعهم مدَدا)

(فَهُوَ فَقير إِلَيْك يأملُ أنْ ... تُصلح بِالْعَدْلِ مِنْهُ مَا فسدا)

(وَالله يعطيك فِيهِ عَاقِبَة النَّصْر ... كَمَا فِي كِتَابه وَعدا)

(فَمَا حباك الورى وألهمك الْعدْل ... وأعطاك مَا ملكت سدى)

ومدح وحيش الْأَسدي صَلَاح الدّين عِنْد أَخذه دمشق بقصيدة

<<  <  ج: ص:  >  >>