للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متفرّدا بسؤدده ومجده وَكَانَ من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة والتّقى والورع والعفاف وَالطَّاعَة وَله يدٌ عِنْد السُّلْطَان فِي النُّوب الَّتِي قصدُوا فِيهَا مصر وأجزل عِنْده الْإِحْسَان والبّر لاسيما عِنْد كَونه بالإسكندرية محصورا وَكَانَ إحسانه مشكورا واعتناؤه لحفظه مَشْهُورا فَلَمَّا ملك أحبّه وَاخْتَارَ قربه فلزْمت لَهُ التودد وَإِلَيْهِ التَّرَدُّد وَجَعَلته الْوَسِيط بيني وَبَين الْأَجَل الْفَاضِل واتخذته من الْحجَج والوسائل ووقفت خاطري على تقاضيه نظما ونثرا ورسالة وشعرا فَمن ذَلِك مَا كتبته إِلَيْهِ

(لَعَلَّ نجم الدّين ذَا الْفضل ... يذكرالفاضل فِي شُغلي)

(إنّ أجلّ النَّاس قدرا فَتى ... بفضله يتْعب من أَجلي)

(ومثلُه من يعتنى بالعلا ... ويستديم الْحَمد من مثلي)

قَالَ وَأول مَا أهديته للفاضل مِدْحَة حِين لَقيته بحمص فِي شعْبَان مِنْهَا

(عَايَنت طود سكينَة وَرَأَيْت شمس ... فَضِيلَة ووردت بَحر فواضل)

(وَرَأَيْت سحبان البلاغة ساحبا ... ببيانه ذيل الفخار لِوَائِل)

(أَبْصرت قُسّا فِي الفصاحة معجزا ... فَعرفت أَنِّي فِي فهامه بَاقِل)

(حلف الحصافة والفصاحة والسماحة ... والحماسة والتقى والنائل)

(بَحر من الْفضل الغزير خِضّمُّه ... طامي العُباب وَمَاله من سَاحل)

(وجميعُ مَا فِي الأَرْض سَبْعَة أبحر ... وبحوره تُسْمى بِعشر أنامل)

(فِي كَفه قلم يعجل جريه ... مَا كَانَ من أجل ورزق اجل)

(يجْرِي وَلَا جري الحسام إِذا جرى ... حدّاه بل جرْى الْقَضَاء النَّازِل)

(نابت كِتَابَته مناب كَتِيبَة ... كفلت يهْزم كتائب وجحافل)

(فَعدُوّه فِي عدوه ووليّه ... فِي عدله أكرمْ بِعادٍ عَادل)

<<  <  ج: ص:  >  >>