للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(سراياك تبْعَث قُدّامها ... من الرعب نَحْو الأعادي جيوشا)

(وَيَوْم حماة تركت العداة ... كَمَا طيرت بالفلا الرِّيحُ ريشا)

قَالَ ومدحت مستهل ربيع الأول تقيّ الدّين بقصيدة موسومة وَكَانَ قد فوض إِلَيْهِ ولَايَة دمشق وَمِنْهَا بيتان ابتكرت الْمَعْنى فيهمَا وَلم أُسبق إِلَيْهِمَا وهما

(يُفِيد الْعَاقِل اليقظ التّغابي ... ليدرك فِي الْغنى حظّ الغبيّ)

(وَلم تصب السّهام على اعْتِدَال ... بهَا لَوْلَا اعوجاجٌ فِي القسيّ)

(فَقل للدهر يقصر عَن عنادي ... أما هُوَ يتّقي بَأْس التّقيّ)

(حَلَفت بِرَبّ مَكَّة والمصلى ... وثاوى تُرب طيبَة والغري)

(لَأَنْتُم يَا بني أَيُّوب خير الورى ... بعد الإِمَام المستضي)

قَالَ وَفِي أول هَذِه السّنة وصل إِلَى دمشق الْجَمَاعَة الَّذين خَرجُوا من بَغْدَاد مُوَافقَة لقطب الدّين قايماز فَأخذُوا لأَنْفُسِهِمْ بالالتجاء إِلَى السُّلْطَان الِاحْتِرَاز

وَكَانَ قايماز هَذَا مُحكَّما فِي الدولة الإمامية من أول الْأَيَّام المستنجدية وقوى فِي الْأَيَّام المستضيئية على وَزِير الْخَلِيفَة عضد الدّين بن رَئِيس الرؤساء وسامه أَنْوَاع الْبلَاء وأخافه ورام إِتْلَافه حَتَّى استعاذ مِنْهُ برباط صدر الدّين شيخ الشُّيُوخ فَسلم بِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>