(الشوق أولع بالقلوب وأوجع ... فَعَلاَمَ أدفَع مِنْهُ مَا لايدفع)
مِنْهَا
(وحملت من وجد الْأَحِبَّة مُفردا ... مَا لَيْسَ تحمله الْأَحِبَّة أجمع)
(لَا يسْتَقرّ بيَ النّوى فِي مَوضِع ... إِلَّا تقاضاني التَّرَّحلَ مَوضِع)
(فَإلَى صَلَاح الدّين أَشْكُو أنني ... من بعده مُضْنى الجوانح موجع)
(جزعا لبعد الدَّار مِنْهُ وَلم أكن ... لَوْلَا هَوَاهُ لبعد دارٍ أجزع)
(فلأركبنَّ إِلَيْهِ متن عزائمي ... ويُخبّ بِي ركبُ الغرام وَيُوضَع)
(حتّى أشاهد مِنْهُ أسعد طلعة ... من أفقها صبح السَّعَادَة يطلع)
قَالَ الْعِمَاد فَسَأَلَنِي السُّلْطَان أَن أكتب لَهُ فِي جوابها على رَوِيها ووزنها فَقلت فَذكر قصيدة مِنْهَا
(مولَايَ شمس الدولة الْملك الَّذِي ... شمس السِّيَادَة من سناه تطلع)
(مَالِي سواك من الْحَوَادِث ملجأُ ... مَالِي سواك من النّوائب مفزع)
(وَلأَنت فَخر الدّين فخري فِي الْعلَا ... وملاذُ آمالي ورُكني الأمنع)
(إِلَّا بخدمتك الْمجلة موقعي ... وَالله مَا للْملك عِنْدِي موقع)
(وَبِغير قُربك كلُّ مَا أرجوه من ... دَرك المُنى مُتَعَذر متمنع)
(النَّصْر إِن أَقبلت نحوي مُقْبل ... واليمنُ إِن أسرعت نحوي مسرع)
قَالَ ثمّ سرنا إِلَى دمشق ووصلنا إِلَيْهَا سَابِع عشر صفر وفوّض ملك دمشق إِلَى أَخِيه الْملك الْمُعظم شمس الدولة وعزم إِلَى مصر السّفر