للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت قد خربَتْ هَذِه الْأَمَاكِن فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مئة بِسَبَب الْحصار واستمرّ خرابها وعفت آثارها وَصَارَت طَرِيقا على حافة بردى وَأَنت خَارج من جسر الصفي خَارج بَاب الْفرج مارًّا إِلَى نَاحيَة الميدان

قَالَ فَلَمَّا استعفى ضِيَاء الدّين بن الشهرزوري من الْقَضَاء لم يبْق فِي منصب الْقَضَاء إِلَّا فَقِيه يعرف بالأوحد دَاوُد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن بِلَال الشَّافِعِي وَكَانَ يَنُوب عَن كَمَال الدّين فَأمره السُّلْطَان أَن يجْرِي على رسمه ويتصّرف فِي حكمه

وَكَانَ السُّلْطَان لإحياء الْقَضَاء فِي الْبَيْت الزكوي مؤثرا وَلذكر مناقبه مكثرا وَقد سبق مِنْهُ الْوَعْد للشَّيْخ شرف الدّين بن أبي عصرون وَهُوَ راج وبطلب نجاز عِدَته مناج ففوض إِلَيْهِ الْقَضَاء وَالْحكم والإنفاذ والإمضاء على أَن يتَوَلَّى محيي الدّين أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن زكي الدّين والأوحد دَاوُد قاضيين فِي دمشق يحكمان وهما عَن نيابته يوردان ويصدران وتوليتهما بتوقيع من السُّلْطَان وَلم يزل الشَّيْخ شرف الدّين بن أبي عصرون مُتَوَلِّيًا للْقَضَاء مُنْفَردا بالحكم والإمضاء سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاث وَسبعين فِي ولَايَة أخي السُّلْطَان الْملك الْمُعظم فَخر الدّين

<<  <  ج: ص:  >  >>