وَالرَّوْضَة وَدَار الْملك والنيل والمقياس ومراسي السفن ومجاري الْفلك والقصور بالقرافة وربوع الضِّيَافَة وَرِوَايَة الْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة والمباحثة فِي الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة والمغاني الأدبية
قَالَ واقترحنا على القَاضِي ضِيَاء الدّين بن الشهرزوري أَن يفرجنا فِي الأهرام فقد كُنَّا شغفنا بأخبارها فِي الشَّام فَخرج بِنَا إِلَيْهَا ودرنا تِلْكَ البرابي والبراري والرمال والصحاري وأحمدنا المقارَّ والمقاري وهالنا أَبُو الهول وضاق فِي وَصفه مجَال القَوْل ورأينا الْعَجَائِب وروينا الغرائب واستصغرنا فِي جنب الهرمين كلَّ مَا استعظمناه وتداولنا الحَدِيث فِي الْهَرم وَمن بناه فَكل يَأْتِي فِي وصفهما بِمَا نَقله لَا بِمَا عقله واجتهدوا فِي الصعُود إِلَيْهِ فَلم يُوجد من توقله وحارت الْعُقُول فِي عقوده وطارت الأفكار عَن توهم حُدُوده فيا لَهُ من مَوْلُود للدهر قبل الطوفان انقرضت الْقُرُون الخالية على آبَائِهِ وجدوده وسمار الْأَخْبَار تذكر حَدِيث أَحْدَاث عَاده وثموده ويُدل إحكامه وعلّوه على همة بانيه فِي بأسه وجوده وَإِن فِي الأَرْض الهرمين كَمَا أَن فِي السَّمَاء الفرقدين وهما كالطودين الراسخين وكالجبلين الشامخين قد فنيت الدُّهور وهما باقيان وتقاصرت الْقُصُور وهما راقيان وكأنهما لأُمّ الأَرْض ثديان وعَلى ترائب التُّرَاب نهدان ولسلطان الْعَالم علمَان وَإِلَى مراقي الْأَمْلَاك سُلمان وهما لِليْل وَالنَّهَار
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute