للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِأَن الفرنج قد خرجت فالتقاهم وَأنزل الله نَصره على الْمُسلمين وَأسر فرسانهم وشجعانهم وانهزمت رجالتهم فِي أول اللِّقَاء فَكَانَ من جملَة الأسرى مقدم الداوية ومقدم الإسبتارية وَصَاحب طبرية وأخو صَاحب جبيل وَابْن القومصية وَابْن بارزان صَاحب الرملة وَصَاحب جينين وقسطلان يافا وَابْن صَاحب مرقية وعدة كَثِيرَة من خيالة الْقُدس وعكا من البارونية وَغَيرهم من المقدمين الأكابر مَا زَاد على مئتين ونيف وَسبعين سوى غَيرهم

ثمَّ قدمت الْأُسَارَى وهم يتهادون كَأَنَّهُمْ سكارى

قَالَ الْعِمَاد وَأَنا جَالس بِقرب السُّلْطَان استعرضهم بقلمي وَمن ألطاف الله تَعَالَى أَنا وخواصه الْحَاضِرين لم نزد على عشْرين والأسرى قد أنافوا على سبعين وَقد أنزل الله علينا السكينَة وخصهم بالذلة المستكينة وطلع الصَّباح وَرفع الْمِصْبَاح وقمنا وصلينا بِالْوضُوءِ الَّذِي صلينَا بِهِ الْعشَاء ثمَّ عرض الْبَاقُونَ من الأسرى ثمَّ نقلوا إِلَى دمشق فَأَما ابْن بارزان فَإِنَّهُ بعد سنة بذل فِي نَفسه مئة وَخمسين ألف دِينَار صورية وَإِطْلَاق ألف أَسِير من الْمُسلمين وَكَانَ الْفَقِيه ضِيَاء الدّين عِيسَى من نوبَة الرملة عِنْدهم

<<  <  ج: ص:  >  >>