قَارون آمنون وادعون فَقَالَ تَقِيّ الدّين لأَصْحَابه هَؤُلَاءِ على مَا ترَوْنَ من الطُّمَأْنِينَة والأمن والغفلة وَقد رَأَيْت أَن نحمل فيهم بعد أَن نتفرق فِي جَوَانِب عَسْكَرهمْ ونصيح فيهم فَإِنَّهُم لَا يثبتون لنا
فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِك فأنفذ وَاحِدًا من أَصْحَابه إِلَى بَاقِي عسكره وَأمرهمْ أَن يتفرقوا أطلابا وَأَن يَجْعَل فِي كل طلب قِطْعَة من الكوسات والبوقات فَإِذا سمعُوا الضجة ضربوا بكوساتهم وبوقاتهم وجدوا فِي السّير حَتَّى يلْحقُوا بِهِ
فَفَعَلُوا مَا أَمرهم
ثمَّ إِنَّه حمل فِي عَسْكَر قليج أرسلان وصرخ أَصْحَابه فِي جوانبه وَكَانَ عدَّة عَسْكَر قليج أرسلان ثَلَاثَة آلَاف فَارس
فَلَمَّا سمعُوا الضجة وحس الكوسات والبوقات وَشدَّة وَقع حوافر الْخَيل وجلبة الرِّجَال واصطكاك أجرام الْحَدِيد هالهم ذَلِك وظنوا أَنهم قد فوجئوا بعالم عَظِيم فَلم يكن لَهُم إِلَّا أَن جالوا فِي كواثب خيولهم عريا وطلبوا النجَاة وأخذتهم السيوف فتركوا خيامهم وأثقالهم بِحَالِهَا وَأكْثر تَقِيّ الدّين فيهم الْقَتْل والأسر وَحصل على جَمِيع مَا تَرَكُوهُ
فَلَمَّا أصبح جمع المأسورين وَمن عَلَيْهِم بِأَمْوَالِهِمْ وكراعهم وسرحهم إِلَى بِلَادهمْ
قَالَ وَقيل إِن الْخَبَر بِهَذِهِ الكسرة وصل إِلَى السُّلْطَان فِي الْيَوْم الَّذِي كسر فِيهِ السُّلْطَان الفرنج على مرج عُيُون فتوافت البشارتان إِلَى الْبِلَاد
قَالَ وَقد مدح ابْن التعاويذي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بقصيدة أنفذها إِلَيْهِ من بَغْدَاد يذكر فِيهَا وقْعَة مرج عُيُون يَقُول فِيهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute