لضرورات مِنْهَا أمراض كَانَت قد عَمت بهَا الْبلوى وَكَثُرت بهَا الشكوى وَكَانَ أَكْثَرهَا خَاصّا بالعائدين من العساكر من نوبَة فتح الْحصن
وَكَانَ خَادِمًا الْمجْلس السَّامِي ابْن أَخِيه تَقِيّ الدّين وَابْن عَمه نَاصِر الدّين قد جهدا وأثخنا وبلغا حد الْيَأْس وامتحنا وكادا يسقطان من ضمير المنى فَمن الله تَعَالَى بالشفا وَهَذِه الْبُشْرَى بِفَتْح الْحصن وَإِن كَانَت شريفة مواقفها عَامَّة مَنَافِعهَا فقد تَجَدَّدَتْ بعْدهَا بِشَارَة طلعت بِشَارَة رائقة وَجَاءَت فِي مَكَان الرديف لأخرى لَا فرق بَينهمَا إِلَّا أَن تِلْكَ سَابِقَة وَهَذِه لاحقة وَذَلِكَ أَن الأسطول الْمصْرِيّ غزا غَزْوَة أُخْرَى غير الأولى وَتوجه عَن السواحل الإسلامية مرّة أُخْرَى من الله فِيهَا منَّة أُخْرَى
وَكَانَت عدته فِي هَذِه السّنة قد أضعفت وقويت واستفرغت فِيهَا عزائم الْجِهَاد واستقصيت واحتلت بِهِ الرِّجَال الَّذين يعْملُونَ فِي الْبَحْر ويفتكون فِي الْبر وَمن هُوَ مَعْرُوف من المغاربة لغزو بِلَاد الْكفْر فسارت على سوار هِيَ كنائن إِلَّا أَنَّهَا تمرق مروق السِّهَام ورواكد هِيَ مَدَائِن إِلَّا أَنَّهَا تمر مر السَّحَاب غير الجهام فَلَا أعجب مِنْهَا تسمى غربانا وتنشر من ضلوعها أَجْنِحَة الْحمام وَتسَمى جواري وَكم مُبشر مجريها من النَّصْر بِغُلَام
وطوقت فِي الْأَحَد حادي عشر جُمَادَى الأولى ميناء عكا وَهِي قسطنطينية الفرنج وَدَار كفرهم أبدلها الله من الْكفْر إسلاما وخلع عَنْهَا الشّرك الْبَالِي وخلع عَلَيْهَا من التَّوْحِيد أعلاما